نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 8
لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولا و سأخبركم أني كنت أنا و صاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا اللَّه الشهادة، فكلا صاحبيّ رزقها [1]، و أنا أنتظرها، قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، و محمد بن ناصر، قالا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازيّ، قال:
حدّثنا هارون بن عيسى، قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقري [2]، قال: حدّثنا حرملة بن عمران، قال: حدّثنا ابن ذكوان:
أن الحجاج بن يوسف بعث إلى سعيد بن جبير فأصابه الرسول بمكة، فلما سار به ثلاثة أيام رآه يصوم نهاره و يقوم ليله، فقال له الرسول: و اللَّه إني لأعلم أني أذهب بك إلى من يقتلك فاذهب أي الطرق شئت [3]، فقال له سعيد: إنه سيبلغ الحجاج أنك قد أخذتني فإن خليت عني خفت أن يقتلك، و لكن اذهب بي إليه.
قال: فذهب به إليه، فلما أدخل عليه قال له الحجاج: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير، قال: بل شقي بن كسير، قال: أمي سمتني [سعيدا] [4]، قال: شقيت أنت و أمك، قال: الغيب يعلمه غيرك، قال له الحجاج: أما و اللَّه لأبدلنك من دنياك نارا تلظى، قال سعيد: لو علمت أن ذلك إليك ما اتخذت إلها غيرك، ثم قال له الحجاج: ما تقول في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم؟ قال: نبي مصطفى خير الباقين و خير الماضين، قال: فما تقول في أبي بكر الصديق؟ قال: ثاني اثنين إذ هما في الغار، أعز به الدين و جمع به بعد الفرقة، قال: و ما تقول في عمر بن الخطاب؟ قال: فاروق اللَّه و خيرته من خلقه [5]، أحب اللَّه أن يعز الدين بأحد الرجلين، فكان أحقهما بالخيرة و الفضيلة، قال: فما تقول في عثمان؟ قال: مجهز جيش العسرة، و المشتري بيتا في الجنة، و المقتول ظلما، قال: