responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 341

فخرج عبد الجبار فقال: قد دعا بك أمير المؤمنين و قد أعلمته أنك أحد عماله على المظالم و الحسبة، فأدخل عليه في الزي الّذي يحب. فألبسه قباء، و علق خنجرا في وسطه و سيفا بمعاليق، و أسبل جمته، و دخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: و عليك، أ لست القائم بنا و الواعظ لنا و مذكرنا بأيام اللَّه على رءوس الملأ؟ قال: نعم، قال: فكيف تخليت [1] عن مذهبك؟ قال: يا أمير المؤمنين، فكرت في أمري فإذا أنا [قد] [2] أخطأت فيما تكلمت به، و رأيت أني مصيب في مشاركة أمير المؤمنين في أمانته، قال: هيهات أخطأت استك الحفرة هناك يوم أعلنت الكلام و ظننا أنك أردت اللَّه به فكففنا عنك، فلما تبين لنا أنك أردت الدنيا جعلناك عظة لغيرك حتى لا يجترئ بعدك مجترئ على الخلافة، أخرجه يا عبد الجبار فاضرب عنقه، فأخرجه فقتله.

أخبرنا عبد الرحمن القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي [الخطيب‌] [3] قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن مجاهد، قال: حدّثنا أبو العيناء، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: [4] صعد أبو جعفر المنبر فقال: الحمد للَّه، أحمده و أستعينه و أومن به و أتوكل عليه، و أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، أذكرك من أنت في ذكره، فقال أبو جعفر: مرحبا مرحبا، لقد ذكرت جليلا، و خوفت عظيما، و أعوذ باللَّه ممن إذا قيل له: اتّق اللَّه، أخذته العزة بالإثم، و الموعظة منا بدت، و من عندنا خرجت، و أنت يا قائلها فاحلف باللَّه ما اللَّه أردت بها، إنما أردت أن يقال: قام فقال فعوقب فصبر، و أهون بها من قائلها، و إياكم معشر الناس و أمثالها. و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. فعاد إلى خطبته كأنما يقرأها من قرطاس.

و كان [5] المنصور يشتغل في صدر نهاره بالأمر و النهي و الولايات، و سجن‌


[1] في الأصل: «خلتك عن». و ما أوردناه من ت.

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[3] ما بين المعقوفتين: من تاريخ بغداد.

[4] الخير في تاريخ بغداد 10/ 56.

[5] في الأصل: «كان». و ما أوردناه من ت.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست