responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 340

الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدّثنا أبو الفضل الربعي، قال: حدثني أبي، قال:

بينا المنصور ذات يوم يخطب و قد علا بكاؤه إذ قام رجل، فقال: يا وصاف تأمرنا بما تجتنبه، و تنهى عما ترتكبه، بنفسك فابدأ ثم بالناس. فنظر إليه المنصور ثم تأمله مليا ثم قطع الخطبة و قال: يا عبد الجبار خذه إليك، فأخذه عبد الجبار و عاد إلى خطبته فأتمها [1]، و قضى الصلاة ثم دخل، و دعي بعبد الجبار فقال: ما فعل الرجل؟

فقال: محبوس عندنا يا أمير المؤمنين، قال: أمل له [ثم اعرض له‌] [2] بالدنيا فإن عزف عنها فلعمري إنه لمريد [للآخرة] [2]، و إن كان كلامه ليقع موقعا حسنا، و إن مال إلى الدنيا و رغب فيها إن لي فيه أدبا يزعه عن الوثوب على الخلفاء و طلب الدنيا بعمل الآخرة.

فخرج عبد الجبار فدعا بالرجل و دعا بغذائه، فقال [له‌] [2]: ما حملك على ما صنعت؟ قال: حق للَّه كان في عنقي فأديته إلى خليفته، قال: إذا، فكل، قال: لا حاجة لي فيه، قال: و ما عليك من أكل الطعام إن كانت نيتك حسنة، فدنا فأكل، فلما أكل طمع فيه، فتركه أياما ثم دعاه فقال: لهى عنك أمير المؤمنين و أنت محبوس، فهل لك في جارية تؤنسك و تسكن إليها؟ قال: ما أكره ذلك. فأعطاه جارية، ثم أرسل إليه: هذا الطعام قد أكلت، و الجارية قد قبلت، فهل لك في ثياب تكتسيها و تكسو عيالك إن كان لك عيال، و نفقة تستعين بها على أمرك إلى أن يدعو بك أمير المؤمنين إن أردت الوسيلة عنده إذا ذكرك، قال: و ما هي؟ قال: أوليك الحسبة و المظالم، فتكون أحد عماله، تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر [3]، قال: ما أكره ذلك. فولاه الحسبة و المظالم، فلما أتى عليه شهر قال عبد الجبار للمنصور: الرجل الّذي تكلم بما تكلم به فأمرت بحبسه قد أكل من طعام أمير المؤمنين و لبس من ثيابه، و عاش في نعمته، و صار أحد ولاته، فإن أحب أمير المؤمنين أن أدخله عليه [4] في زي الشيعة فعلت. قال: فأدخله.


[1] في ت: «حتى أتمها».

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[3] في الأصل: «تأمر بمعروف و تنهى بمنكر». و ما أوردناه من ت.

[4] في الأصل: «أن أدخله إليه».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست