نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 127
خليلي من كعب إلى ما هديتما * * * بزينب لا يقعد كما أبدا كعب
و قولا لها ما في البعاد لذي الهوى * * * بعاد و ما فيه لصدع النوى شعب
فمن شاء رام الصرم أو قال ظالما * * * لصاحبه ذنب و ليس له ذنب
فلما سمعتني أتمثل بهذه الأبيات قالت لي: يا فتى العرب، أ تعرف قائل هذا الشعر [1]؟ قلت: نعم ذاك نصيب، قالت: نعم هو ذاك، فتعرف زينب؟ قلت: لا، قالت: أنا و اللَّه زينب، قلت: فحياك اللَّه، قالت: أما إن اليوم موعده من عند أمير المؤمنين، خرج إليه عام أول و وعدني هذا اليوم، و لعلك لا تبرح حتى تراه. قال: فما برحت من مجلسي حتى إذا أنا بركب يزول مع السراب، فقالت: ترى خبب ذلك الفارس- أو ذاك الراكب- إني لأحسبه إياه، قال: و أقبل الراكب فأمنا حتى أناخ قريبا من الخيمة، فإذا هو نصيب، ثم ثنى رجله عن راحلته فنزل ثم أقبل فسلم عليّ و جلس منها ناحية و سلم عليها و ساءلها و ساءلته فأخفيا ثم أنها سألته أن ينشدها ما أحدث من الشعر بعدها، فجعل ينشدها، فقلت في نفسي: عاشقان أطالا التنائي لا بد أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة، فقمت إلى راحلتي أشد عليها، فقال لي: على رسلك أنا معك، فجلست حتى نهض و نهضت معه، فتسايرنا ساعة ثم التفت فقال: قلت [في نفسك] [2]: محبان التقيا بعد طول تناء لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة؟
قلت: نعم قد كان ذلك، قال: فلا و رب هذه البنية التي إليها نعمد، ما جلست منها مجلسا قط أقرب من مجلسي الّذي رأيت و لا كان شيء مكروه قط.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا ابن حيويه، قال: حدّثنا محمد بن خلف، قال: حدّثنا محمد بن معاذ، عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثني رجل من قريش عمن حدّثه قال:
كنت حاجا و معي رجل من القافلة لا أعرفه و لم أره قبل ذلك و معه هوادج و أثقال و صبية و عبيد و متاع، فنزلنا منزلا، فإذا فرش ممهدة و بسط قد بسطت، فخرج من أعظمها