نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 110
لها: أمير المؤمنين متحسر عليك و له اشتريتك، فسرت و دعت لها، و لبثت أياما تصنعها تلك القيمة حتى إذا ذهب عنها وعث السفر قالت سعدى [1] ليزيد: إني أحب أن تمضي معي إلى بستانك بالغوطة لنتنزه فيه، قال: أفعل فتقدميني، فمضت و ضربت، فيه قبة وشي و نجدتها بالفرش و جعلت داخلها كله قصب و أجلست فيها حبابة، و جاء يزيد فأكلوا و جلسوا على شرابهم، فأعادت سعدى عليه: هل بقي في قلبك من الدنيا شيء لم تبلغه؟ قال: نعم حبابة، قالت: فإنّي قد اشتريت جارية ذكرت أنها علمتها غناءها كله، فهي تغني مثلها فتنشط لاستماعها، قال: أي و اللَّه، فجاءت به إلى القبة و جلسا قدامها و قالت: غني يا جارية، فغنت الصوت الّذي غنته ليزيد لما اشتراها و هو من شعر كثير:
و بين التراقي و الفؤاد حرارة * * * مكان الشجى لا تستقل فتبرد
قال يزيد: حبابة و اللَّه، فقالت: سعدى: حبابة، و اللَّه لك اشتريتها و قد أهديتها لك فسر سرورا عظيما و شكرها غاية الشكر و انصرفت و تركته مع حبابة، فلما كان بالعشي صعد معها إلى مستشرف في البستان و قال لها: غني
و بين التراقي و الفؤاد حرارة * * * مكان الشجى لا تستقل فتبرد
فغنته فأهوى ليرمي بنفسه و قال: أطير و اللَّه، فتعلقت به و قالت له: اللَّه اللَّه يا أمير المؤمنين، فأقام معها ثلاثة أيام ثم انصرفا، فأقامت أياما ثم مرضت و ماتت فحزن عليها حزنا شديدا و امتنع من الطعام و الشراب و مرض فمات.
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أخبرنا ابن العلاف، قال: أخبرنا عبد الملك بن بشران، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا علي بن الأعرابي، قال: حدّثنا علي بن عمروس:
أن يزيد بن عبد الملك دخل يوما بعد موت حبابة إلى خزائنها و مقاصيرها، فطاف فيها و معه جارية من جواريها فتمثلت الجارية بهذا البيت:
كفى حزنا بالواله الصب أن يرى * * * منازل من يهوى [2] معطلة قفرا