نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 109
بعد الظهر، فقال الناس: مات أفقه الناس و أشعر الناس. و كان كثير يقول عند موته لأهله: لا تبكوا عليّ فإنّي بعد أربعين يوما أرجع.
582- يزيد بن عبد الملك بن مروان:
توفي بالبلقاء من أرض دمشق و هو ابن ثمان و ثلاثين، و قيل: ثلاث و ثلاثين، و كانت وفاته يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان هذه السنة، و صلى عليه نساء الوليد، و كان هشام بن عبد الملك يومئذ بحمص، و كانت خلافته أربع سنين و شهرا.
و كان سبب موته أنه كانت له جارية اسمها حبابة، و كان يحبها حبا شديدا، فماتت فتغير و بقي أياما لا يظهر للناس، ثم مات.
و روى أبو بكر بن دريد، عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قال:
حج يزيد بن عبد الملك في خلافة أخيه سليمان بن عبد الملك، فعرضت عليه جارية مغنية جميلة، فأعجب بها غاية الإعجاب فاشتراها بأربعة آلاف دينار، و كان اسمها الغالية فسماها حبابة، و كان يهواها الحارث بن خالد المخزومي، فقال لما بلغه خروج يزيد بها:
ظعن الأمير بأحسن الخلق * * * و غدا بليل مطلع الشرق
و بلغ سليمان خبرها فقال: لهممت أن أحجر على يزيد يبتاع جارية بأربعة آلاف دينار، و كان يزيد يهابه و يتقيه، فتأدى إليه قوله فردها على مولاها و استرجع منه المال، و باعها مولاها من رجل من أهل مصر بهذا الثمن، و مكث يزيد آسفا متحسرا عليها، فلم تمض إلا مديدة حتى تقلد يزيد الأمر.
فبينا هو [في] [1] بعض الأيام مع امرأته سعدى بنت عمرو بن عثمان إذ قالت له:
بقي في قلبك شيء [2] من أمور الدنيا لم تنله؟ قال: نعم حبابة، فأمسكت حتى إذا كان من الغد أرسلت بعض ثقاتها إلى مصر، و دفعت إليه مالا و أمرته بابتياع حبابة، فمضى فما كان بأسرع من أن ورد و هي معه قد اشتراها، فأمرت سعدى قيمة جواريها أن تصنعها، و كستها من أحسن الثياب، و صاغت لها من أفخر الحليّ، ثم قالت
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.