نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 88
و روى/ محمد بن عبد الباقي بإسناده عن أيوب بن عباية، قال: خرج قيس بن ذريح إلى المدينة يبيع ناقة له، فاشتراها زوج لبني و هو لا يعرفه، فقال له: انطلق معي أعطك الثمن، فمضى معه، فلما فتح الباب إذا لبني قد استقبلت قيسا، فلما رآها ولى هاربا، و خرج الرجل في أثره بالثمن ليدفعه إليه، فقال له قيس: لا تركب لي مطيتين أبدا، فقال: و أنت قيس بن ذريح؟ قال: نعم، فقال له: هذه لبني قد رأيتها قف حتى أخيرها فإن اختارتك طلقتها، و ظن القرشي أن في قلبها له موضعا و أنها لا تفعل، قال له قيس: افعل. فدخل القرشي عليها فاختارت قيسا فطلقها، و أقام قيس ينتظر انقضاء العدة ليتزوجها فماتت في العدة.
و روى آخرون أن ابن أبي عتيق جاء إلى الحسن و الحسين رضي اللَّه عنهما و ابن جعفر و جماعة من قريش، فقال: إن لي حاجة إلى رجل و أخشى أن يردني، و إني أستعين بجاهكم، فمضى بهم إلى زوج لبني، فلما رآهم أعظم مصيرهم إليه، فقالوا:
جئنا لحاجة لابن أبي عتيق، فقال: هي مقضية ما كانت، قال ابن أبي عتيق: فهب لي و لهم زوجتك لبني و تطلقها، قال: فأشهدكم أنها طالق ثلاثا، فاستحيا القوم و قالوا: و اللَّه ما عرفنا أن حاجته هذه، و عوضه الحسن رضي اللَّه عنه عن ذلك مائة ألف درهم، و حملها ابن أبي عتيق إليه، فلما انقضت العدة سأل القوم أباها فزوجها منه، فلم تزل معه حتى ماتا.
و قال قيس يمدح ابن أبي عتيق:
جزى الرحمن أفضل ما يجازي * * * على الإحسان خيرا من صديق
فقد جرّبت إخواني جميعا * * * فما ألفيت كابن أبي عتيق
سعى في جمع شملي بعد صدع * * * و رأي حدت فيه عن الطريق
و أطفأ لوعة كانت بقلبي * * * أغصّتني حرارتها بريقي
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 88