responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 57

اصنعوا كذا، افعلوا كذا، ثم يغلبه الوجع فيوضع. فاقتتل القوم قبل شروق الشمس، فهزم أصحاب عبيد اللَّه و قتل قائدهم. ثم اقتتلوا يوم الأضحى، فهزم أصحاب عبيد اللَّه، و قتلوا قتلا ذريعا. و أتى يزيد بن أنس بثلاثمائة أسير، فأمر بقتلهم، فقتلوا، فما أمسى يزيد حتى مات، فانكسر أصحابه بموته.

فقال ورقاء: يا قوم: إنه قد بلغني أن ابن زياد قد أقبل إلينا في ثمانين ألفا من أهل الشام، و لا طاقة لنا به، فما ذا ترون؟ فإنّي أرى أن نرجع، قالوا: افعل، فرجع و رجعوا.

فبلغ الخبر إلى المختار، فبعث إبراهيم بن الأشتر على تسعة آلاف، ثم قال: اذهب فارددهم معك، ثم سر حتى تلقى عدوك فتناجزهم.

ثم إن أهل الكوفة تغيروا على المختار، و قالوا: أتأمر علينا بغير رضا منّا، و زعم أن ابن الحنفية أمره بذلك و لم يفعل، فاجتمع رأيهم على قتاله، و صبروا حتى بلغ ابن الأشتر ساباط، ثم وثبوا على المختار، فمنعوا أن يصل إليه شي‌ء و عسكروا، فبعث المختار إلى إبراهيم بن الأشتر: لا تضع كتابي من يدك حتى تقبل بجميع من معك إليّ.

ثم بعث المختار إليهم: أخبروني ما ذا تريدون؟ قالوا: نريد أن تعتزلنا، فإنك زعمت أن ابن الحنفية بعثك و لم يبعثك، فقال المختار: ابعثوا إليه من قبلكم وفدا، و أبعث من قبلي وفدا حتى تنظروا، إنما أراد أن يشغلهم بالحديث حتى يقدم ابن الأشتر، فأسرع إبراهيم حتى قدم صبيحة ثلاثة من مخرجهم على المختار. ثم خرج إليهم المختار فاقتتلوا كأشد قتال، و نصر عليهم المختار، و هربوا، و أدرك منهم قوم فقتلوا منهم شمر بن ذي الجوشن، و أسر سراقة بن مرداس، فقال: ما أسرتموني، و إنما أسرني قوم على دواب بلق، و جاء سراقة يحلف باللَّه الّذي لا إله إلا هو، لقد رأيت الملائكة تقاتل على خيول/ بلق بين السماء و الأرض، فقال له المختار: فاصعد المنبر و أعلم المسلمين، ففعل، فلما نزل خلا به المختار، فقال: قد علمت أنك لم تر الملائكة، و إنما أردت أن لا أقتلك، فاذهب عني حيث شئت، و لا تفسد علي أصحابي.

و نادى المختار: من أغلق بابه فهو آمن إلا رجلا أشرك في دم آل محمد، و خرج أشراف أهل الكوفة فلحقوا بمصعب بن الزبير بالبصرة، و تجرد المختار لقتلة الحسين، و كان يقول: لا يسوغ لي الطعام و الشراب حتى أطهر الأرض منهم، و أنقي المصر

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست