نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 285
شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد [بن عبد الملك] [1] يقرأ، يأمر بإدخال حجر أزواج النبي صلى اللَّه عليه و سلم [2] في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم، فما رأيت يوما باكيا أكثر بكاء من ذلك اليوم.
قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: و اللَّه لوددت أنهم تركوها على حالها فينشأ ناشئ من أهل المدينة، و يقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس من التكاثر و التفاخر فيها.
قال معاذ: فلما فرغ عطاء الخراساني من حديثه، قال عمر بن أنس: كان بينها أربعة أبيات بلبن، لها حجر من جرائد، و كانت خمسة أبيات من جرائد مطينة لا حجر لها، على أبوابها المسوح من الشعر ذرعت الستر [منها] فوجدته ثلاثة أذرع في ذراع، فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فلقد رأيت في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم/ منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن، و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و خارجة بن زيد بن ثابت، و انهم ليبكون حتى أخضل لحاهم الدمع.
و قال يومئذ أبو أمامة: ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء، و يرون ما رضي اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم و مفاتيح خزائن [3] الدنيا بيده.
و في هذه السنة كتب الوليد إلى عمر بحفر الآبار بالمدينة.
و بعمل الفوارة التي عند دار يزيد بن عبد الملك، فعملها و أجرى ماءها، فلما حج الوليد وقف فنظر إليها فأعجبته، و أمر أن يسقى أهل المسجد منها.
و في هذه السنة بنى الوليد مسجد دمشق فأنفق عليه مالا عظيما.
أنبأنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد السمرقندي، قال: أخبرنا
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[2] في ت: «بإدخال حجر أزواج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم».
[3] في الأصل: و ما افتتح خزائن الدنيا». و ما أوردناه من الأصل.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 285