responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 25

لدينكم و جماعتكم، فأنا أول راض من رضيتموه، فإن اجتمع أهل الشام على رجل ترضونه دخلتم فيما دخل فيه المسلمون، و إن كرهتم ذلك [كنتم على جديلتكم حتى تعطوا] [1] حاجتكم، فما لكم إلى [2] أحد من أهل البلدان/ حاجة.

فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا: و اللَّه ما نعلم أحدا أقوى منك عليها، فهلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في ذلك، فاختاروا لأنفسكم، فأبوا غيره و أبى عليهم حتى كرروا ذلك ثلاث مرات. فلما أبوا بسط يده فبايعوه. ثم خرجوا يمسحون أكفهم بباب الدار و حيطانه، و جعلوا يقولون: أظن ابن مرجانة أنّا نوليه أمرنا في الفرقة. فكان يأمر بالأمر فلا ينفذ، و يرى الرأي فيرد عليه رأيه.

فأقام كذلك ثلاثة أشهر، و قدم مسلمة بن ذؤيب فدعا الناس إلى بيعة ابن الزبير، فمالوا إليه و تركوا ابن زياد، فكان في بيت المال يومئذ تسعة عشر ألف ألف، ففرق ابن زياد بعضها في بني أمية و حمل الباقي معه، و خرج في الليل يتخفى، فعرفه رجل فضربه بسهم فوقع في عمامته و أفلت، فطلبوه فمات و انتهبوا ما وجدوا له فطلب الناس من ثار عليهم، فبايعوا عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، فولي أمرهم أربعة أشهر، ثم ولي عبيد اللَّه بن معمر على البصرة.

و في هذه السنة وقع الطاعون الجارف بالبصرة [3].

فماتت أم ابن معمر الأمير، فما وجدوا من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أنفس، و كان وقوع هذا الطاعون أربعة أيام، فمات في اليوم الأول سبعون ألفا، و في اليوم الثاني واحد و سبعون ألفا، و في اليوم الثالث ثلاثة و سبعون ألفا، و أصبح الناس في اليوم الرابع موتى [إلا قليلا من‌] [4] الآحاد.

أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد، قال: أخبرنا


[1] في الأصل: «كنتم على حد متى تقضوا» و التصحيح من الطبري.

[2] في الطبري: «فما بكم».

[3] تاريخ الطبري 5/ 612، أحداث سنة 65، و البداية و النهاية 8/ 283.

[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه لاستقامة المعنى.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست