نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 180
الليلة، فقام إليه شبيب فقال: يا أمير المؤمنين، كيف ترى في هؤلاء الظلمة؟ أ نقتلهم قبل الدعاء، أم ندعوهم قبل القتال؟ و سأخبرك برأيي فيهم قبل أن تخبرني برأيك فيهم، [1] أما أنا فأرى أن تقتل كل من لا يرى رأينا قريبا كان أو بعيدا، فإنا نخرج على قوم طاغين قد تركوا أمر اللَّه عز و جل، فقال: لا [بل] [2] ندعوهم، فلعمري ما يجيبك إلا من يرى رأيك، و الدعاء/ أقطع لحجتهم، قال: فما تقول في دمائهم و أموالهم؟ قال: إن قتلنا و غنمنا فلنا، و إن تجاوزنا و عفونا فموسع علينا.
فلما هموا بالخروج قال لهم صالح: اتقوا اللَّه عز و جل و لا تعجلوا إلى قتال أحد إلا أن يكونوا قوما يريدونكم و ينصبون لكم، فإنكم إنما خرجتم غضبا للَّه عز و جل، حيث انتهكت محارمه، و سفكت الدماء بغير حلّها، و لا تعيبوا على قوم أعمالهم ثم تعملوا بها، و هذه دواب لمحمد بن مروان في هذا الرّستاق، فابدءوا بها، فشدوا عليها، و تقووا بها على عدوكم.
فخرجوا و أخذوا تلك الدواب فحملوا رجالتهم عليها، و كانوا مائة و عشرة أنفس، و أقاموا بأرض دارا ثلاثة عشر ليلة، و تحصن منهم أهل دارا و أهل نصيبين و أهل سنجار، و بلغ مخرجهم محمد بن مروان و هو يومئذ أمير الجزيرة، فاستخف بأمرهم، و بعث إليهم عدي بن عدي في خمسمائة، فقال له: أ تبعثني إلى رأس الخوارج منذ عشرين سنة و قد خرج معه رجال، الرجل منهم خير من مائة فارس في خمسمائة. فزاده خمسمائة، فسار في ألف من حرّان و كأنما يساق إلى الموت، و كان عدي رجلا يتنسك، فلما وصل بعث رجلا إلى صالح يقول له: إن عديّا يسألك أن تخرج من هذا البلد إلى بلد آخر فإنه كاره للقائك، فقال للرسول: قل له هل أنت على رأينا، فجاءه الجواب: لا و لكن أكره قتالك، فحبس الرسول عنده و قال لأصحابه: اركبوا، و حملوا عليهم و هم على غفلة، فانهزموا و حووا ما في عسكرهم، و ذهب فل عدي و أوائل أصحابه حتى دخلوا على محمد بن مروان، فغضب، ثم دعا خالد ابن جزي السلمي فبعثه في ألف و خمسمائة و دعا الحارث بن جعونة العامري، فبعثه في ألف و خمسمائة، و قال: اخرجا إلى هذه