نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 151
قال عبد الملك بن عمير: فبينا نحن جلوس في المسجد الأعظم بالكوفة إذ أتانا آت فقال: هذا الحجاج بن يوسف [و قد قام] [1] أميرا على العراق، فاشرأب الناس نحوه، و أفرجوا له إفراجه عن صحن المسجد، فإذا نحن به يتنهنس في مشيته عليه عمامة حمراء متلثما بها متنكبا قوسا عربيا يؤم المنبر فما زلت أرمقه ببصري حتى صعد المنبر فجلس عليه و ما تحدر اللثام عن وجهه، و أهل الكوفة يومئذ لهم حال حسنة و هيئة جميلة، و عز و منعة، يدخل الرجل منهم المسجد معه عشرة أو عشرون رجلا من مواليه و أتباعه/ عليهم الخزوز و القوهية، و في المسجد رجل يقال له عمير بن ضابىء البرجمي، فقال لمحمد بن عطارد التميمي: هل لك أن أحصبه لك، قال: لا حتى نسمع كلامه، فقال: لعن اللَّه بني أمية حيث يستعملون علينا مثل هذا، و لقد ضيع العراق حيث يكون مثل هذا أميرا عليه، و اللَّه لو أن هذا كله كلام ما كان شيئا.
و الحجاج ينظر يمنة و يسرة، حتى إذا غص المسجد بالناس، قال: يا أهل العراق، أني لأعرف قدر اجتماعكم، هل اجتمعتم؟ فقال رجل: قد اجتمعنا أصلحك اللَّه، فسكت هنيهة لا يتكلم. فقال الناس: ما يمنعه من الكلام إلا العيّ و الحصر [2]، فقام الحجاج فحسر لثامه، و قال: يا أهل العراق، أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود، ثم قال: [2]
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا [3] * * * متى أضع العمامة تعرفوني