responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 150

قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد اللَّه، قال:

حدثنا محمد بن يزيد بن ريان الكلبي، عن عبد الملك بن عمير، قال:

لما اشتدت شوكة أهل العراق و طال وثوبهم بالولاة يحصبونهم و يقصرون بهم أمر عبد الملك، فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخطبهم ثم قال: أيها الناس، إن العراق قد علا لهيبها، و سطع وميضها، و عظم الخطب فيها، فجمرها ذكي و شهابها وري [1]، فهل من رجل ينتدب لهم ذي سلاح عتيد، و قلب شديد، فيخمد نيرانها، و يبيد شبانها، فسكت الناس، فوثب الحجاج بن يوسف، و قال: أنا يا أمير المؤمنين، قال: و من أنت؟ قال: الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم و عظيم القريتين، قال له: اجلس فلست هناك، ثم/ أطرق عبد الملك مليا، ثم رفع رأسه، و قال: من للعراق؟ فسكت الناس، فوثب الحجاج و قال: أنا يا أمير المؤمنين، قال: و من أين أنت؟ قال: من قوم رغبت في مناكحتهم قريش و لم يقيت منهم، و إعادة الكلام مما ينسب صاحبه إلى العيّ، و لو لا ذلك لأعدت الكلام الأول، فقال له: اجلس فلست هناك. ثم أطرق عبد الملك مليا و رفع رأسه و قال: من لأهل العراق؟ فسكت الناس، فقال: ما لي أرى الليوث قد أطرقت، و لا أرى أسدا يزأر نحو فريسته، فسكت الناس، فوثب الحجاج فقال: أنا للعراق، يا أمير المؤمنين، قال: و ما الّذي أعددت لأهل العراق؟

قال: ألبس لهم جلد النمر، ثم أخوض الغمرات، و أقتحم الهلكات، فمن نازعني طلبته، و من لحقته قتلته بعجلة و ريث، و تبسم و ازورار، و طلاقة و اكفهرار، و رفق و جفاء، و صلة و حرمان، فإن استقاموا كنت لهم وليا حفيا، و إن خالفوا لم أبق منهم أحدا، فهذا ما أعددت لهم يا أمير المؤمنين، و لا عليك أن تجربني، فإن كنت للطلى قطاعا و للأرواح نزاعا، و للأموال جماعا، و إلا فاستبدل بي فإن الرجال كثير.

فقال عبد الملك: أنت لها، ثم التفت إلى كاتبه، و قال: اكتب عهده، و لا تؤخره، و أعطه من الرجال و الكراع و الأموال ما سأل.


[1] ورت النار: اتقدت.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست