نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 148
أول من ضرب الدنانير عبد الملك، و كتب عليها القرآن.
قال وكيع: و أخبرني ابن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبد اللَّه، قال: و كان وزن الدراهم و الدنانير في الجاهلية وزنها اليوم في الإسلام مرتين تدور بين العرب، و كان ما ضرب منها ممسوحا غليظا قصيرا، و ليس فيها كتاب حتى كتبها عبد الملك، فجعل في وجه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و في الوجه الآخر: لا إله إلا/ اللَّه. و طوقها بطوق فضة و كتب فيه: ضرب هذا الدرهم بمدينة كذا، و في الطرف الآخر: محمد رسول اللَّه أرسله ... بِالْهُدى [وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ][1].
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد اللَّه البقال، قال: حدثنا أبو الحسين بن بشران، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، قال: قال أبو سعد:
الحجاج أول من ضرب الدراهم البيض، و كتب فيها: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». قال:
فقالوا: قاتله اللَّه، أي شيء [هذا] يحمل الناس على أن يأخذه الجنب و الحائض.
قال هارون: و قال سفيان: أول من ضرب الدراهم السود زياد، و أول من ضرب الدنانير عبد الملك بن مروان.
قال إبراهيم النخعي: جعل عمر بن الخطاب وزن عشرة دراهم ستة دنانير، فلما ولي زياد جعل وزن عشرة سبعة.
روى أبو القاسم بن زنجي الكاتب، قال: سمعت وكيعا يقول: كان القبط يكتبون على القراطيس: بسم الأب و الابن و روح القدس، و كذلك على الدراهم، فوقف على ذلك عبد الملك بن مروان فأمر بتغييرها، و أن يكتب عليها من القرآن و غيره. و أدخلت بلاد الروم على حسب ما كانت تدخل، فلما رأى ملك الروم النقش مخالفا لما كان عليه سأل عنه، فترجم له، فأنكر و أهدى إلى عبد الملك هدية و كتب إليه يسأله أن يجري الأمر في القراطيس على ما كان عليه، فرد الهدية، و أبى ذلك، فبعث إليه ملك الروم