responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 121

اسطوانته جالس، فدخلت عليه فأخبرته بما كان و قلت له: أرى لك أن تخرج الساعة إلى مكة فتعتمر و تقيم بها، قال: ما حضرتني في ذلك نية، و إن أحب الأعمال إليّ ما نويت، فقلت له: فإنّي أرى أن تخرج إلى بعض منازل إخوانك فتقيم فيه حتى ننظر ما يكون من الرجل، قال: فكيف أصنع بهذا الداعي الّذي يدعوني في كل يوم و ليلة خمس مرات، و اللَّه لا دعاني إلا أجبته على أي حال كان، قلت له: فإنّي أرى أن تقوم من مجلسك هذا فتجلس إلى بعض هذه الأساطين فإنك إن طلبت فإنما تطلب عند أسطوانتك. قال:

و لم أقوم من موضعي هذا الّذي قد أتاني اللَّه فيه العافية من كذا و كذا سنة، [قلت له:

رحمك اللَّه، أما تخاف على نفسك كما يخاف الناس؟ فقال لي‌] [1]: و اللَّه لا أحلف باللَّه كاذبا ما خفت شيئا سواه، قلت له: فبما ذا أقوم من عندك رحمك اللَّه، فقد غممتني، فقال: تقوم بخير، أسأل اللَّه العظيم رب العرش العظيم أن ينسيه ذكري.

قال: فانصرفت من عنده فجعلت أسأل فرط الأيام [هل كان في المسجد خبر؟] فلا أخبر إلا بخير. قال: فأقام علينا واليا سنة لا يذكره و لا يخطر بباله حتى إذا عزل و صار بوادي القرى من المدينة/ على خمس مراحل، قال لغلامه و هو يوضئه: ويحك أمسك، وا سوءتاه من علي بن الحسين، و من القاسم بن محمد، و من سالم بن عبد اللَّه، و من أبي سلمة بن عبد الرحمن، حلفت بين أيديهم ثلاثة أيمان لأقتلن سعيد بن المسيب، و اللَّه ما ذكرته إلا في ساعتي هذه، فقال له غلامه، يا مولاي تأذن لي أن أكلمك؟ قال: نعم، قال: فما أراد اللَّه لك خيرا مما أردت لنفسك إذ أنساك ذكره.

فقال له: اذهب فأنت حر.

و في هذه السنة كتب عبد الملك إلى عبد اللَّه بن خازم السلمي يدعوه إلى بيعته [2]

و يطعمه [3] خراسان سبع سنين، فقال للرسول: لو لا أن أضرب بيني و بين بني‌


[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[2] تاريخ الطبري 6/ 176.

[3] في الأصل: «و يعطيه»، و ما أوردناه من ت، و الطبري.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست