responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 60

يديه ثم دعا، فقال لي: اجعلهن في مزودك و ادخل يدك و لا تنثره. قال: فجعلت منه كذا و كذا وسقا في سبيل اللَّه، و آكل و أطعم [1]، و كان لا يفارق حقوي. فلما قتل عثمان رضي اللَّه عنه انقطع عن حقوي و سقط.

أخبرنا أبو منصور القزاز [2]، قال: أخبرنا عبد الصمد بن المأمون، قال: أخبرنا ابن حبابة، قال: حدّثنا البغوي، قال: حدّثنا عبيد بن محمد العيشي، قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، قال: حدّثنا يزيد بن أبي منصور، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أصبت بثلاث بموت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و كنت صويحبه و ذا يد منه، و بقتل عثمان و المزود. قالوا: و ما المزود؟ قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و أصابت الناس مخمصة، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «يا أبا هريرة، هل من شي‌ء؟» قلت: نعم، شي‌ء من تمر في مزود، قال:

«فآتني به»، فأتيته به فأدخل يده و أخرج قبضة، فبسطها، ثم قال: ادع لي عشرة، فدعوت له عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم أدخل يده فأخرج قبضة فبسطها، ثم قال: ادع لي عشرة، فدعوت له عشرة، فأكلوا حتى شبعوا، فما زال يصنع ذلك حتى أطعم الجيش كله و شبعوا، ثم قال لي: «خذ ما جئت به و أدخل يدك و اقبض و لا تكبه» قال أبو هريرة: فقبضت على أكثر مما جئت به. قال أبو هريرة: ألا أحدثكم عما أكلت، أكلت منه حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و حياة أبي بكر و أطعمت، و حياة عمر و أطعمت، و حياة عثمان و أطعمت، فلما قتل عثمان انتهبت بيتي و ذهب المزود.

و في رواية: لقد جهزت منه خمسين وسقا في سبيل اللَّه.

فصل‌

22/ أ/ و لما ضرب عثمان بالسيف اتقت نائلة بنت الفرافصة بيدها، فقطعت إصبعان من أصابعها، فلما قتل كتبت إلى معاوية: من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد. فإنّي أذكركم باللَّه الّذي أنعم عليكم، و علمكم الإسلام، و هداكم من الضلالة، و أبعدكم عن الكفر، و أنشدكم اللَّه فأذكركم حقه و حق خليفته أن تنصروه، و أن‌


[1] في المسند: «و نأكل و نطعم».

[2] الخبر في مسند أحمد بن حنبل 2/ 352.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست