و لقد لاموا فقلت ذروني * * * إن من يلحون فيها الحبيب
غصن بان ما خلا الخصر منها * * * ثم ما أسفل ذاك كثيب
قالت عائشة: كنت أعاتبه في كثرة محبته لها، ثم صرت أعاتبه في إساءته إليها، حتى ردها إلى أهلها.
قال محمد بن سعد: أخبرنا وكيع، عن عبد الرحمن بن لاحق، عن ابن أبي مليكة، قال:
مات عبد الرحمن بالحبشي فحمل حتى دفن بمكة، فقدمت عائشة من المدينة فأتت قبره فوقفت عليه فتمثلت بهذين البيتين:
و كنا كندماني جذيمة حقبة [3] * * * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني و مالكا * * * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ثم قالت: أما و اللَّه لو شهدتك ما زرت قبرك، و لو شهدتك ما حملت من حبشي ميتا و لدفنت مكانك.
[قال ابن سعد: و أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عبد اللَّه] [4] بن أبي مليكة: أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له فحملناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة، و عائشة غائبة، فقدمت بعد ذلك فقالت: أروني قبر أخي، فصلت عليه.
[قال ابن سعد: و أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: توفي عبد الرحمن في نومة نامها فأعيت عنه عائشة زمانا.