نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 216
88/ أ فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع و العسب و الأكتاف و صدور الرجال، فوجدت/ آخر سورة التوبة مع خريمة بن ثابت: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...[1] الآيتين.
قال علماء السير: أتى خريمة بن ثابت بهاتين الآيتين، قال زيد: من يشهد معك، قال: عمر أنا. و كان أبو بكر قد قال: إذا أتاكم أحد بشيء من القرآن تنكرانه فشهد عليه رجلان، فأثبتاه. و لما نسخ عثمان المصاحف أمر أبي بن كعب أن يملي و زيدا أن يكتب، و كان عمر رضي اللَّه عنه يستخلف زيدا على المدينة إذا سافر، و لما حوصر عثمان كان زيد يذب عنه، و دخل عليه فقال: هذه الأنصار يقولون جئنا لننصر اللَّه مرتين، فقال عثمان: أما القتال فلا.
توفي زيد بالمدينة في هذه السنة و هو ابن ستة و خمسين سنة، و مات قبل أن تصفر الشمس، فلم يخرج حتى أصبح، فصلّى عليه مروان.
و قيل: إنه توفي سنة خمس و خمسين. و قيل: سنة إحدى و خمسين. و قال ابن عباس: لقد مات اليوم علم كثير، و قال أبو هريرة: مات خير هذه الأمة.
خلفه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم لما خرج إلى بدر على قباء أهل العالية لشيء بلغه عنهم، و ضرب له بسهمه و أجره، و كان كمن شهدها، و شهد أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم. و بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من تبوك و معه مالك بن الدخشم فأحرقا مسجد الضرار.