نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 87
و وجه أبو بكر رضي اللَّه عنه عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة مددا لزياد، فقدموا عليه و قد قتل أولئك و غنم أموالهم فأشركهم في الغنيمة.
و تحصنت ملوك كندة و من بقي معهم في النجير و أغلقوا عليهم فجثم عليهم زياد و المهاجر و عكرمة، و كان في الحصن الأشعث بن قيس، فلما طال الحصار، قال الأشعث: أنا أفتح لكم باب الحصن و أمكنكم ممن فيه على أن تؤمنوا لي عشرة، فأعطوه ذلك، ففتح باب الحصن، ثم عزل عشرة [1] أنفس و لم يعد فيهم نفسه و هو يرى أنهم لا يحسبون به في العشرة، فقالوا: إنما صالحناك على عشرة، فنحن نعفو عن هؤلاء و نقتلك لأنك لم تعد نفسك فيهم، فقال لهم: و إن ظنكم ليدلكم على أني أصالح عن غيري و أخرج بغير أمان، فجادلهم و جادلوه، فقالوا: نرد أمرك إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه فيرى فيك رأيه، و أمر زياد بكل من في الحصن أن يقتلوا فقتلوا، و كانوا سبعمائة، و سبى نساءهم و ذراريهم، و حمل الأشعث إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه، فزعم أنه قد تاب و دخل في الإسلام، و قال: منّ علي و زوجني أختك، فإنّي قد أسلمت، فزوجه أبو بكر رضي اللَّه عنه أم فروة بنت أبي قحافة، فولدت له محمدا، و إسحاق، و إسماعيل، فأقام بالمدينة، ثم خرج إلى الشام في خلافة عمر رضي اللَّه عنه، و كانت ردة اليمن سنة أحدى عشرة.
روى المؤلف بإسناده عن أبي رجاء العطاردي [2]، قال: دخلت المدينة فرأيت/ الناس مجتمعين، و رأيت رجلا يقبل رأس رجل و هو يقول: أنا فداؤك، لو لا أنت لهلكنا، فقلت: من المقبّل و من المقبّل، قالوا: ذاك عمر يقبل رأس أبي بكر رضي اللَّه عنهما في قتاله أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين
. و في هذه السنة كتب معاذ بن جبل و عمال اليمن إلى أبي بكر يستأذنونه في القدوم، فكتب إليهم:
إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بعثكم لما بعثكم له من أمره، فمن كان أنفذ أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فشاء أن