responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 347

فقال ها: ما يبكيك؟ قالت: أبكي لأنه لا بد أن لي بنعشك [1] و ليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا، و ليس لك ثوب يسعك. قال: لا تبكي، فإنّي‌

سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يقول لنفر أنا فيهم: «ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين»

و ليس من أولئك النفر رجل إلا قد مات في قرية و جماعة من المسلمين، و أنا الّذي أموت بفلاة، و اللَّه، ما كذب و لا كذبت، فابصري الطريق، فقالت: أني و قد انقطع الحاج، و تقطعت الطرق [2]. و كانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه ثم ترجع إلى الكثيب. فبينا هي كذلك إذا هي بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرّخم، فلاحت بثوبها، فأقبلوا حتى وقفوا عليها [3]. قالوا: مالك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه- أو قال: امرؤ من المسلمين [4] يموت فتكفنونه، و هو الأصح [5]- قالوا: و من هو؟ قالت: أبو ذر. ففدوه بآبائهم و أمهاتهم و وضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه، حتى جاءوا فقال: أبشروا، فحدّثهم الحديث الّذي قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، ثم قال: إني‌

سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يقول: «لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة، فيحتسبان و يصبران فيريان النار،

أ تسمعون لو/ كان لي ثوب يسعني كفنا لم أكفن به إلا في ثوب هو لي أو لامرأتي ثوب يسعني كفنا إلا في ثوبها، فأنشدكم اللَّه و الإسلام أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا، فكل القوم قد كان قارف بعض ذلك إلا فتى من الأنصار قال: أنا أكفنك، فإنّي لم أصب مما ذكرت شيئا، أكفنك في ردائي هذا الّذي عليّ، و في ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي. قال: أنت، فكفّني. قال، فكفّنه الأنصاري و النفر [6] الذين شهدوه، فيهم جحش بن الأدبر، و مالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان [7].


[1] هكذا بالأصول.

[2] «أنا و قد انقطع الحاج و تقطعت الطرق». ساقطة من ت.

[3] في الأصل: «عليهم».

[4] و تكفنونه- أو قال: امرؤ من المسلمين». ساقطة من ت.

[5] «و هو الأصح» ساقطة من ت.

[6] في الأصل: «في النفر».

[7] انظر: دلائل النبوة للبيهقي 6/ 401، 402. و مسند أحمد 5/ 155.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست