كان طويلا أدم، و كان يشهد أن لا إله إلا اللَّه و كان يتعبد قبل الإسلام. و قيل له:
أين كنت تتوجه؟ قال: أين وجهني اللَّه عز و جل، و لقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بمكة فأسلم، و خرج يصرخ بالشهادة فضربوه، فأكبّ عليه العباس و قال لقريش: أنتم تجتازون [بهم و طريقكم] [2] على غفار. فتركوه و رجع إلى قومه.
و كان يعرض لعيرات قريش فيقتطعها و يقول: لا أرد لكم منها شيئا حتى تشهدوا أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه. فإن فعلوا ردّ ما أخذ منهم، و إن أبوا لم يرد عليهم شيئا، فبقي على ذلك إلى أن هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، و مضت بدر و أحد، ثم قدم فأقام بالمدينة ثم مضى إلى الشام، فاختلف هو و معاوية في قوله تعالى: الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ[3] فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب. و قال أبو ذر: نزلت فينا و فيهم./ فدار بينهما كلام، فكتب معاوية إلى عثمان يشكوه، فكتب إليه أن أقدم، فقدم المدينة، فاجتمع الناس عليه، فذكر ذلك لعثمان، فقال له: إن شئت تنحيت قريبا، فخرج إلى الرّبذة، فمات بها.
ذكر وفاته:
[أنبأنا محمد بن عبد الباقي، قيل: أنبأكم أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: أخبرنا إسحاق بن إسرائيل قال: أخبرنا يحيى بن سليم، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه] [4]، أنه لما حضر أبا ذر الموت بكت امرأته
[1] الإصابة 4/ 62. و الاستيعاب 4/ 61. و التهذيب 12/ 90. و التقريب 2/ 420.
[2] ما بين المعقوفتين ورد في الأصل «أنتم تجتازون طريقهم».