responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 284

[و روى عباس بن هشام بن محمد الكلبي، قال: حدّثني‌] [1] أبو المنذر، عن أبيه، قال: لما انتهى خبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم إلى عمرو بن معديكرب قال لقيس بن مكشوح: يا قيس إنك سيد قومك، و قد ذكر لي أمر هذا القرشي الظاهر بالحجاز الّذي يزعم أنه نبيّ فانطلق بنا إليه فلنعلم علمه، فإن كان نبيا كما يقول لم يخف علينا أمره، فأبى قيس و سفه رأيه، فركب عمرو راحلته مع وفد من بني زبيد، فأتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

قال عمرو: فوافيته قافلا من غزوة تبوك، فذهبت أتقدم إليه فمنعت من ذلك حتى أذن لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم و

قال: خلوا سبيل الرجل،

فأقبلت حتى دنوت منه، فقلت له: أنعم صباحا أبيت اللعن،/ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم:

«يا عمرو، إن لعنة اللَّه و الملائكة و الناس أجمعين على الذين لا يؤمنون، فآمن باللَّه و رسوله يؤمنك اللَّه يوم الفزع الأكبر».

قال عمرو: ما الفزع؟ فإنّي لا أفزع من شي‌ء، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم:

«إنه ليس بما ترى و تحسب، إنه إذا كان يوم الفزع الأكبر صيح بالناس صيحة لا يبقى ذو روح إلا مات، و لا ميت إلا نشر، و ما شاء اللَّه من ذلك، و تلج تلك الصيحة حتى تدور منها الأرض، و تخر منها الجبال، و تنشق منها السماء، و تبرز النار لها لسانان ترمي بشرر مثل أفلاق الجبال، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه، و ذكر ذنبه، فأين أنت من الفزع يا عمرو؟».

قال عمرو: لا أين يا رسول اللَّه. قال:

«فأسلم إذن»

قال عمرو: فأسلمت.

قال علماء السير: أسلم عمرو، و سمع من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، و روى عنه، ثم ارتد بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، ثم عاد إلى الإسلام، و بعثه عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالقادسية، و كتب إليه: قد أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معديكرب، و طليحة بن خويلد، فشاورهما في الحرب و لا تولهما شيئا، فأبلى عمرو يومئذ بلاء حسنا. قال عمرو: و كانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسية و خيل الفرس لا تنفر، فأمرت رجلا فترس عني ثم دنوت من الفيل و ضربت خطمه فقطعته، [فنفر] [2] و نفرت الفيلة فحطمت العسكر، و ألح المسلمون عليهم حتى انهزموا، و كان لعمرو يومئذ من العمر ثلاثين و مائة سنة.


[1] ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل: «روى أبو المنذر».

[2] ما بين المعقوفتين: من أ.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست