نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 268
أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه شاور الهرمزان، فقال: ما ترى؟ أن أبدأ بفارس أو بأذربيجان أو بأصبهان؟ قال: إن فارس و أذربيجان الجناحان، و الرأس أصبهان، فإن قطعت أحد الجناحين يأتي الرأس بالجناح الآخر، و إن قطعت الرأس وقع الجناحان، فأبدأ بالرأس أصبهان.
فدخل عمر المسجد و النعمان بن مقرن يصلي، فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: إني أريد أن أستعملك، قال: أما جابيا فلا، و لكن غازيا، قال: و أنت غاز.
فوجهه إلى أصبهان، و كتب إلى أهل الكوفة أن يمدوه. فأتاهم العدو و بينه و بينهم النهر، فأرسل إليهم المغيرة بن شعبة فأتاهم، فقيل لملكهم- و كان يقال له ذو الجناحين [1]: إن رسول العرب على الباب، فشاور أصحابه، فقال: ما ترون؟ أقعد له في [بهجة الملك] [2] و هيئة الملك أو [أقعد له في] هيئة الحرب؟ فقالوا أقعد له في هيئة الملك، فقعد على سريره و وضع التاج على رأسه، و قعد أبناء الملوك نحو السماطين، عليهم القرط و أسورة الذهب و ثياب الديباج، ثم أذن له، فدخل و معه رمحه و فرسه، فجعل يطعن برمحه [3] في بسطهم ليتطيروا، و قد أخذ بضبعيه رجلان، فقام بين يديه، فتكلم ملكهم فقال:
إنكم معشر العرب أصابتكم مجاعة و جهد فإن شئتم أمرناكم و رجعتم، فتكلم المغيرة/ فحمد اللَّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنا معشر العرب [4] كنا نأكل الجيف و الميتة، و يطئونا الناس و لا نطؤهم، و أن اللَّه ابتعث منا نبيا صلّى اللَّه عليه و آله و سلم كان أوسطنا نسبا، و أصدقنا حديثا- فذكر النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلم بما هو أهله- و أنه وعدنا أشياء وجدناها كما قال، و انه وعدنا فيما وعدنا أنّا سنظهر عليكم و نغلب على ما ها هنا، و أني أرى عليكم بزة و هيئة، و ما أرى من خلفي يذهبون حتى يصيبوها، قال: ثم قالت لي نفسي: لو جمعت جراميزك فوثبت وثبة فقعدت مع العلج على سريره حتى يتطير. قال: فوجدت غفلة، فوثبت، فإذا أنا معه على سريره. قال: فأخذوه فجعلوا يتوجأونه و يطئونه بأرجلهم، قال: قلت: هكذا