نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 266
فاختصما بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلم: «يأخذ الدية». فأبى عيينة، فلم يزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم حتى قبلوها، فقال الناس لمحلم: ائت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم يستغفر لك، فقام و عليه حلّة قد تهيأ فيها للقصاص حتى جلس بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلم و عيناه تدمعان، فقال: يا رسول اللَّه، قد كان من الأمر ما بلغك، و إني أتوب إلى اللَّه فاستغفر لي، فقال:
ما اسمك؟ قال: محلم بن جثامة، قال: قتلته بسلاحك في غيرة الإسلام، اللَّهمّ لا تغفر لمحلم بن جثامة، بصوت عال أنفذ به الناس، فعاد فقال: قد كان الّذي بلغك، و إني أتوب إلى اللَّه فاستغفر لي، فعاد النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلم بصوت عال: «اللَّهمّ لا تغفر لمحلم بن جثامة» ثلاثا. فقام من بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم يتلقى دموعه بفضل ردائه.
فقال ضمرة الأسلمي: كنا نتحدث أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم حرك شفتيه بالاستغفار، و لكنه أراد أن يعلم الناس قدر الدم عند اللَّه، و كان ضمرة قد شهد ذلك اليوم.
و قال الحسن البصري: لما مات محلم بن جثامة لفظته الأرض بعد دفنه، ثم دفنوه فلفظته الأرض، فطرحوه فأكلته السباع.
و قال الحسن: إنها لتقبل ممن هو شر منه، و لكن اللَّه أحب أن يريكم.
قال الواقدي: نزل محلم حمص و توفي بها
.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 266