responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 243

فلما كنا بالدهناء فقد ماؤهم، فدعا اللَّه عز و جل فنبع لهم ماء من تحت رمله، فارتووا و ارتحلوا، و نسي رجل منهم بعض متاعه فرجع فأخذه و لم يجد الماء. و خرجت معه من البحرين إلى البصرة فمات و نحن على غير ماء فأبدى اللَّه لنا سحابة، فمطرنا/ فغسلناه و حفرنا له بسيوفنا و لم نلحد له، فدفناه و مضينا، فقلنا: رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم دفناه و لم نلحد له، فرجعنا فلم نجد موضع قبره‌

. 195- عمرو بن عنبسة بن خالد بن حذيفة، أبو نجيح السلمي:

قديم الإسلام، كان يقول: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، و رأيت أنها باطلة، فلقيت رجلا من أهل الكتاب، فقلت: إني امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحي ليس معهم إله، فيخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره و يجعل أخيرها إلها يعبده، ثم لعله يجد أحسن منه فيتركه ثم يأخذ غيره، فرأيت أن هذا باطل فدلني على خير من هذا، فقال: يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه، فإذا رأيت ذلك فاتبعه فإنه يأتي بأفضل الدين، فلم يكن لي همة إلا مكة، فآتي فأسأل: هل حدث بها حدث؟ فيقال: لا ثم قدمت مرة فسألت فقالوا: حدث، رجل يرغب عن آلهة قومه، فسألت عنه فوجدته مستخفيا، و وجدت قريشا عليه أشدّاء، فتلطفت حتى دخلت عليه، فسألته، فقلت: أي شي‌ء أنت؟ قال: نبي، قلت: و من أرسلك؟ قال: اللَّه، قلت: و بما أرسلك؟ قال: بعبادة اللَّه وحده لا شريك له، و بحقن الدماء، و بكسر الأوثان، و صلة الرحم، و أمان السبيل. قلت: نعم ما أرسلك به، قد آمنت بك و صدقتك، فمن تبعك؟

قال: حرّ و عبد، و ليس معه إلا أبو بكر و بلال، فلقد رأيتني و أنا رابع الإسلام، ثم قلت:

أ تأمرني أن أمكث معك أو أنصرف، فقال: ألا ترى كراهية الناس لما جئت به، فلا تستطيع أن تمكث، كن في أهلك، فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني، فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة سرت إليه، فقدمت المدينة، فقلت: يا نبي اللَّه، أ تعرفني؟ قال: أنت السلمي الّذي أتيتني بمكة، فسألتني عن كذا، فقلت لك: كذا، فقلت: أي الليل أسمع؟ قال: الثلث الأخير.

/ قال الواقدي: كان عمرو بن عنبسة ينزل صفنة و جادة، و هي من أرض بني‌

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست