نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 222
[أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو طاهر المخلص، أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه، حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف، عن محمد و طلحة و المهلب و عمرو و سعيد، قالوا] [1]:
لما جاء فتح جلولاء و حلوان و نزل القعقاع بن عمرو بحلوان فيمن معه، و جاء فتح تكريت و الحصنين، و قدمت الوفود بذلك على/ عمر، قال لهم: ما غيركم، قالوا:
وخومة البلاد، فنظر في حوائجهم، و عجل سراحهم.
و كتب عمر إلى سعد [2]: أنبئني ما الّذي غير لون العرب و لحومهم؟ فكتب إليه:
وخومة المدائن و دجلة، فكتب إليه: إن العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان، فابعث سليمان رائدا و حذيفة فليرتادا منزلا بريا بحريا، ليس بيني و بينكم بحر و لا جسر.
فبعث حذيفة و سلمان، فخرج سلمان فسار لا يرضى شيئا حتى أتى الكوفة، و خرج حذيفة حتى أتى الكوفة، و فيها ديرات ثلاثة، فأعجبتهما البقعة، فنزلا فصليا، و قالا:
اللَّهمّ بارك لنا في هذه الكوفة و اجعله منزل ثبات، و رجعا إلى سعد بالخبر، فارتحل سعد بالناس من المدائن حتى عسكر بالكوفة في محرم سنة سبع عشرة، و كان بين وقعة المدائن و نزول الكوفة أحد عشرا شهرا. فكتب سعد إلى عمر: إني قد نزلت بكوفة منزلا بين الحيرة و الفرات بريا بحريا ينبت الجليّ و النّصيّ [3]، و خيرت المسلمين بالمدائن، فمن أعجبه المقام فيها تركته [كالمسلحة] [4].
[و حدّثنا سيف، عن يحيى التيمي] [5]، عن أبي ماجد، قال: قال عمر رضي اللَّه عنه: الكوفة رمح الإسلام، و قبة الإسلام، و حجة العرب، يكفون ثغورهم و يمدون الأمصار.
[1] ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل: «روى محمد بن الحسين بإسناده: لما جاء فتح».