نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 19
منزله، فلم يلبث عبهلة بحران أن سار إلى صنعاء فأخذها، و كتب فروة بن مسيك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم يخبره، و لحق بفروة من بقي على إسلامه من مذحج/ و لم يكاتب الأسود رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم و لم يرسل إليه لأنه لم يكن معه أحد يشاغبه، وصفا له ملك اليمن و قوي أمره [1].
و اعترض على الأسود و كاثره عامر بن شهر [2] الهمدانيّ في ناحيته و فيروز و داذويه في ناحيتهما، ثم تتابع الذين كتب إليهم على ما أمروا به.
ثم خرج الأسود في سبعمائة فارس إلى شعوب [3] فخرج إليه شهر بن باذام و ذلك لعشرين ليلة من خروجه، فقتل شهرا، و هزم الأبناء، و غلب على صنعاء لخمس و عشرين ليلة من خروجه. و خرج معاذ بن جبل هاربا حتى مر بأبي موسى و هو بمأرب [4]، فاقتحما حضرموت، فنزل معاذ السكون، و نزل أبو موسى السكاسك، و رجع عمرو و خالد إلى المدينة، و غلب الأسود و طابقت [5] عليه اليمن و جعل أمره يستطير استطارة الحريق. و دانت له سواحل البحر، و عامله المسلمون بالتقية.
و كان خليفته في مذحج عمرو بن معديكرب، و كان قد أسند أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث، و أمر الأنباء إلى فيروز و داذويه.
ثم استخف بهم و تزوج امرأة شهر، و هي ابنة عم فيروز، فأرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم إلى نفر من الأبناء رسولا و كتب إليهم أن يجاولوا الأسود إما غيلة و إما مصادمة، و أمرهم أن يستنجدوا رجالا سماهم لهم ممن خرجوا حولهم من حمير و همدان، و أرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم، فدعوا قيس بن عبد يغوث حين رأوا الأسود قد تغير عليه، فحدثوه الحديث و أبلغوه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، فأجاب و دخلوا على زوجته، فقالوا: هذا قتل أباك، فما عندك؟ قالت: هو أبغض خلق اللَّه إليّ و هو متحرز و الحرس يحيطون بقصره