نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 164
في خندق القادسية، ثم أورده بلادكم، حتى أشغلكم في أنفسكم بأشد مما نالكم من سابور.
ثم/ قال: من أشرفكم؟ فسكت القوم [1]، فقال عاصم بن عمرو: أنا، فحملنيه، فحمله على عنقه، فأتى به سعدا، فقال: ملكنا اللَّه أرضهم تفاؤلا بأخذ التراب.
و أقام سعد بالقادسية شهرين و شيئا حتى ظفر و عج أهل السواد إلى يزدجرد، و قالوا: إن العرب قد نزلوا القادسية فلم يبقوا على شيء، و أخبروا ما بينهم و بين الفرات، و لم يبق إلا أن يستنزلونا، فإن أبطأ عنا الغياث أعطيناهم بأيدينا [2].
فبعث إليهم رستم، و جاء الخبر إلى سعد، فكتب بذلك إلى عمر، و كان من رأي رستم المدافعة و المناهلة، فأبى عليه الملك إلا الخروج، و قال له: إن لم تسر أنت سرت بنفسي، فخرج حتى نزل بساباط، و جمع أداة الحرب، و بعث على مقدمته الجالنوس في أربعين ألفا، و خرج في ستين ألفا، و استعمل على ميمنته الهرمزان، و على ميسرته مهران بن بهرام، و على ساقته النبدوان في عشرين ألفا و لهم أتباع، فكانوا بأتباعهم أكثر من مائتي ألف.
فلما [3] فصل رستم من ساباط أخذ له رجل من أصحاب سعد، فقال له: ما جئتم تطلبون؟ قال: جئنا نطلب موعود اللَّه، قال: و ما هو؟ قال: أرضكم و أبناؤكم و دماؤكم إن أبيتم أن تسلموا، [قال:] [4] فإن قتلتم قبل ذلك؟ قال: في موعود اللَّه أن من قتل منا قبل ذلك دخل الجنة، و ينجز لمن بقي منا ما قلت لك، فقتله.
ثم خرج حتى نزل ببرس، فغضب أصحابه الناس أموالهم، و وقعوا على النساء، و شربوا الخمور، فقام إلى الناس، فقال: إن اللَّه كان ينصركم على عدوكم لحسن السيرة، و كف الظلم و الوفاء بالعهد، فأما إذا تحولتم عن هذه الأعمال فلا أرى اللَّه إلا مغيرا ما بكم.