responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 163

سعد أنه لا بد لكم منا، و لا سلاح معكم، فما جاء بكم؟ و كانوا يضحكون منهم و من نبلهم، و يقولون هذه مغازل. فلما أبوا أن يرجعوا عن حربهم، قالوا لهم: ابعثوا لنا رجلا منكم عاقلا يبين لنا ما جاء بكم، فقال المغيرة بن شعبة: أنا، فعبر إليهم، فقعد مع رستم على السرير، فصاحوا عليه، فقال: إن هذا لم يزدني رفعة و لم ينقص صاحبكم، فقال رستم: صدق، ثم قال: ما جاء بكم؟ فقال: إنا كنا قوما في ضلالة، فبعث اللَّه فينا نبيا فهدانا اللَّه به، فإن قتلتمونا دخلنا الجنة، و إن قتلتم دخلتم النار، فقال: أو ما ذا؟ قال: أو تؤدون الجزية، فلما سمعوا نخروا و صاحوا، و قالوا: لا صلح بيننا و بينكم، فقال المغيرة: تعبرون إلينا أو نعبر إليكم؟ فقال رستم: بل نعبر إليكم، فاستأخر المسلمون حتى عبر منهم من عبر/ فحملوا عليهم فهزموهم، فأصاب المسلمون فيما أصابوا جرابا من كافور فحسبوه ملحا، فألقوا منه في الطبيخ، فلما ذاقوه قالوا: لا خير في هذا.

و انهزم القوم حتى انتهوا إلى الصّراة، فطلبوهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن، ثم انهزموا حتى أتوا شاطئ دجلة [1]، فمنهم من عبر من كلواذى، و منهم من عبر من أسفل المدائن، فحاصروهم حتى ما يجدون طعاما يأكلونه إلا كلابهم و سنانيرهم، فخرجوا ليلا فلحقوا بجلولاء، فأتاهم المسلمون، و على مقدمة سعد هاشم بن عتبة، و هي الوقعة التي كانت، فهزم المشركون حتى ألحقهم سعد بنهاوند.

و بعث سعد بجماعة من المسلمين إلى يزدجرد يدعونه إلى الإسلام، فلما دخلوا عليه، قال: ما الّذي دعاكم إلى غزونا، و الولوع ببلادنا، فقال له النعمان بن مقرن: إن اللَّه تعالى أرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير، فأمرنا أن ندعو الناس إلى الإنصاف، و نحن ندعوكم إلى ديننا، فإن أبيتم فالمناجزة، فقال يزدجرد: إني لا أعلم في الأرض أمة أشقى منكم، فقال المغيرة بن زرارة الأسدي: اختر إن شئت الجزية عن يد و أنت صاغر، و إن شئت السيف، أو تسلم، فقال: أ تستقبلني بمثل هذا؟ فقال: ما استقبلت إلا من كلمني، فقال: لو لا أن الرسل لا تقتل لقتلتك لا شي‌ء لكم عندي، ثم قال:

ائتوني بوقر من تراب و احملوه على أشرف هؤلاء، ثم سوقوه حتى يخرج من باب المدائن [2]، ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أني مرسل إليهم رستم حتى يدفنه [3] و جنده‌


[1] في الأصل: «فحصروهم حتى ما نزلوا شاطئ» و التصحيح من: أ.

[2] في الأصل: أبيات المدائن و التصحيح من الطبري.

[3] في الطبري: «حتى يدفيكم و يدفيه».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست