نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 162
و كتب عمر إلى سعد: إذا جاءك كتابي [هذا] [1] فعشر الناس [2] و أمر على أجنادهم، و واعد الناس القادسية، و اكتب إليّ بما يستقر أمر الناس عليه.
فجاءه الكتاب [3] و هو بشراف، ثم كتب إليه: أما بعد، فسر من شراف نحو فارس بمن معك من المسلمين، و توكل على اللَّه، و استعن به على أمرك كله، و اعلم أنّك تقدم على قوم عددهم كثير، و بأسهم شديد، فبادروهم بالضرب و لا يخدعنكم، فإنّهم خدعة [مكرة] [4]، و إذا انتهيت [إلى القادسية] [5] و القادسية باب فارس في الجاهلية، و هو منزل حصين دونه قناطر و أنهار ممتنعة، فلتكن مسالحك على أنقابها، فإنّهم إذا أحسوك رموك بجمعهم، فإن أنتم صبرتم لعدوكم و نويتم الأمانة، رجوت أن تنصروا عليهم، و إن تكن الأخرى انصرفتم من أدنى مدرة من أرضهم حتى/ يرد اللَّه لكم الكرة.
[ثم قدم عليه كتاب جواب عمر: أما بعد] [6]، فتعاهد قلبك، و حادث جندك بالموعظة و الصبر الصبر، فإن المعونة تأتي من اللَّه على قدر النية، و الأجر على قدر الحسبة، و أكثر من قول لا حول و لا قوة إلا باللَّه، وصف لي منازل المسلمين كأني انظر إليها و قد ألقي في روعي أنكم إذا لقيتم العدو هزمتموهم، فإن منحك اللَّه أكتافهم فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن، فإنّها خرابها إن شاء اللَّه.
و مضى سعد حتى نزل القادسية و أصاب المسلمون في طريقهم غنائم من أهل فارس عارضوها في طريقهم، و جاء الخبر إلى سعد أن الملك قد ولى رستم الأرمنيّ حربه، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: لا يكربنّك ما يأتيك عنهم، و استعن باللَّه و توكل عليه.
فعسكر [7] رستم بساباط دون المدائن، و زحف بالخيول و الفيول، و بعثوا إلى