نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 143
الناس، فالتقى المسلمون و الروم حول دمشق فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم اللَّه الروم، فدخلوا دمشق فتحصنوا بها فرابطهم المسلمون ستة أشهر حتى فتحوا دمشق و أعطوا الجزية، و كان الصلح على يدي خالد، و كان قد قدم على أبي عبيدة كتاب بتوليته و عزل خالد، و استحى أبو عبيدة أن يقرئه الكتاب. فلما فتحت أظهر أبو عبيدة ذلك، و كان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب، و كان حصارها ستة/ أشهر.
و قال ابن إسحاق: بل كانت في سنة ثلاث عشرة.
و روى سيف عن أشياخه [1]: أن أبا عبيدة استخلف على اليرموك بشير بن كعب، و خرج حتى نزل بالصّفّر [2] يريد اتباع الفالة، فأتاه خبرهم أنهم أرزوا إلى فحل. و أتاه الخبر أن المدد قد أتى أهل دمشق من حمص، فلم يدر أ يبدأ بدمشق أم بفحل، فكتب بذلك إلى عمر، و لما جاء فتح اليرموك، إلى عمر أقر الأمراء على ما استعملهم عليه أبو بكر رضي اللَّه عنه إلا خالد بن الوليد فإنه ضمه إلى أبي عبيدة، و عمرو بن العاص فإنه أمره بمعونة الناس، حتى يصير الحرب إلى فلسطين ثم يتولى حربها.
و كتب إلى أبي عبيدة: ابدءوا بدمشق فإنّها حصن الشام و بيت مملكتهم، و اشغلوا عنكم أهل فحل بخيل تكون بإزائهم. فحاصروا دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا، و قاتلوهم بالمجانيق [3] [فكان أبو عبيدة على ناحية، و يزيد على ناحية] [4]، و عمرو على ناحية.
و بعث أبو عبيدة ذا الكلاع، و كان بين دمشق و حمص، و هرقل يومئذ بحمص، و قد استمدوه، و جاءت خيل هرقل مغيثة لأهل الشام، فأشجتها الخيول التي مع ذي الكلاع. فأيقن أهل دمشق أن الأمداد لا تصل إليهم، فأبلسوا [5]، فصعد قوم من أصحاب خالد بالأوهاق إلى السور فكبروا. و جاء المسلمون إلى الباب، و قتل خالد البوابين و دخل عنوة و دخل غيره مصالحا، و كان صلح دمشق على المقاسمة في الدينار