أحدهما: أن اليهود سمته في حريرة [2]، أكل منها هو و الحارث بن كلدة، فأخذ منها الحارث لقمة ثم قال: كف فقد أكلت طعاما مسموما سم سنة فماتا جميعا للسنة يوم مات أبو بكر.
و روى ابن سعد عن [عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، عن الليث بن سعد، عن عقيل،] [3] عن ابن شهاب: أن أبا بكر و الحارث بن كلدة كانا يأكلان حريرة أهديت لأبي بكر، فقال الحارث: ارفع يدك يا خليفة رسول اللَّه، و اللَّه إن فيها لسم سنة و أنا و أنت نموت في يوم واحد. فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انتهاء السنة.
و القول الثاني: ذكره الواقدي عن أشياخه [4]: أن أبا بكر رضي اللَّه عنه اغتسل في يوم بارد فحمّ خمسة عشر يوما، فكان لا يخرج إلى الصلاة، و أمر عمر أن يصلي بالناس، و كان عثمان الزمهم له في مرضه.
روى [هشام بن عروة، عن أبيه،] [5] عن عائشة، قالت: دخلت على أبي فأثبت الموت فيه فبكيت ثم قلت:
من [لا] [6] يزال دمعه مقنّعا * * * فإنّه [لا بدّ] [7] مرّة مدفون
فقال [أبو بكر رضي اللَّه عنه] [8]: ليس كما قلت، بل: وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ