نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 50
حدثنا الفربري قال: أخبرنا البخاري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر قال: أخبرنا الليث، عن عقيل قال: قال ابن شهاب [فأخبرني عروة بن الزبير أن] [1] عائشة رضي اللَّه عنها قالت: بينا نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة [2] قال قائل لأبي بكر: هذا رسول اللَّه [مقبلا] [3] متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها. فقال أبو بكر: فداء له أبي و أمي، و اللَّه ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
قالت: فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فاستأذن، فأذن له، فدخل فقال لأبي بكر: «أخرج من عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول اللَّه. قال: «فإنّي قد أذن لي في الخروج» قال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول اللَّه. قال: «نعم» قال: فخذ إحدى راحلتيّ هاتين. قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «بالثّمن» [4]. قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز [5]، و وضعنا لهما سفرة من جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، ثم ربطت به فم الجراب [6]- و لذلك سميت ذات النطاقين- قالت: ثم لحق رسول اللَّه [صلّى اللَّه عليه و سلّم [7]] و أبو بكر بغار في جبل ثور، فمكثا [8] فيه
[1]/ 374، و طبقات ابن سعد 1/ 227، و أنساب قريش 1/ 120، و الدرر لابن عبد البر 80، و عيون الأثر 1/ 221، و البداية و النهاية 3/ 174، و تاريخ الإسلام للذهبي 2/ 218، و النويري 16/ 330، و دلائل النبوة 2/ 465، و صحيح البخاري 5/ 56، و ألوفا 315.
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من البخاري في الأصل: قالت «عائشة رضي اللَّه عنها».
[2] في الأصل: «حر الظهيرة»، و نحر الظهيرة: أي أول وقت الحرارة، و هي المهاجرة، و يقال: أول الزوال، و هو أشد ما يكون من حر النهار، و الغالب في أيام الحر القيلولة فيها.
[4] أي لا آخذ إلا بالثمن، و في رواية ابن إسحاق: «لا أركب بعيرا ليس هو لي» قال: فهو لك، قال: لا، و لكن بالثمن الّذي ابتعته به، قال: أخذته بكذا و كذا، قال: هو لك.
و في رواية الطبراني عن أسماء، قال: بثمنها يا أبا بكر، قال: بثمنها إن شئت.
و عن الواقدي أن الثمن ثمانمائة، و إن الراحلة التي أخذها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم هي القصواء، و إنها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم قليلا، و ماتت في خلافة أبي بكر، و كانت مرسلة ترعى بالبقيع، و في رواية أخرجها ابن حبان: أنها الجذعاء.
[5] أحث الجهاز: أسرعه من وضع الزاد للمسافر و الماء.