نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 49
وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [1]. ثم انصرف إلى حيث أراد، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا؟
قالوا: محمدا. قال: قد و اللَّه خرج عليكم محمد ما ترك منكم رجلا إلا و قد وضع على رأسه ترابا، و انطلق لحاجته. فوضع كلّ رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلّعون فيرون عليّا [رضي اللَّه عنه] [2] على الفراش متسجّيا ببردة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم. فيقولون: [3] إن هذا لمحمد نائم عليه برده. فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي عن الفراش، فقالوا: و اللَّه لقد صدقنا الّذي كان حدثنا [4].
و روى الواقدي عن أشياخه [5]: أن الذين كانوا ينتظرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم تلك الليلة من المشركين: أبو جهل، و الحكم بن أبي العاص، و عقبة بن أبي معيط، و النضر بن الحارث، و أميّة بن خلف، و ابن العيطلة، و زمعة بن الأسود، و طعيمة بن عديّ، و أبو لهب، و أبيّ بن خلف، و نبيه و منبه ابنا الحجاج [6].
فلما أصبحوا قام علي رضي اللَّه عنه عن الفراش، فسألوه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فقال: لا علم لي به.
و حكى جرير أنهم ضربوا عليا و حبسوه ساعة، ثم/ تركوه.
[ذكر] صفة [7] خروج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و أبي بكر رضي اللَّه عنه إلى الغار
[4] قال السهيليّ: «و ذكر بعض أهل التفسير السبب المانع لهم من التقحم عليه في الدار مع قصر الجدار، و أنهم إنما جاءوا لقتله، فذكر في الخبر أنهم هموا بالولوج عليه، فصاحت امرأة من الدار، فقال بعضهم لبعض: و اللَّه إنها لسبة في العرب أن يتحدث عنا أن تسورنا الحيطان على بنات العم، و هتكنا ستر حرمتنا، فهذا هو الّذي أقامهم بالباب. أصبحوا ينتظرون خروجه، ثم طمست أبصارهم على من خرج».