نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 305
لعمرتهم التي صدهم المشركون عنها بالحديبية، و أن لا يتخلف أحد شهد الحديبيّة، فلم يتخلف منهم أحد إلا من استشهد بخيبر و من مات.
و خرج مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قوم من المسلمين عمارا، فكانوا في عمرة القضية ألفين، و استخلف على المدينة أبا رهم الغفاريّ، و ساق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ستين بدنة، و جعل على هديه ناجية بن جندب الأسلمي، و حمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم السلاح [البيض] [1] و الدروع و الرماح، و قاد مائة فرس، و خرجت قريش من مكة إلى رءوس الجبال و أخلوا مكة، و دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من الثنية التي تطلعه على الحجون و عبد اللَّه بن رواحة آخذ بزمام راحلته، فلم يزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يلبي حتى استلم الركن بمحجنه و عبد اللَّه بن رواحة يقول:
خلّوا بني الكفّار عن سبيله * * * خلّوا فكلّ الخير مع رسوله
نحن ضربناكم على تأويله * * * كما ضربناكم على تنزيله [2]
ضربا يزيا الهام عن مقيله * * * و يذهل الخليل عن خليله
[أخبرنا عمرو بن أبي حسن البسطامي، أخبرنا أحمد بن منصور، أخبرنا علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، أخبرنا أبو عيسى] [4] الترمذي، قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان، قال:
حدّثنا ثابت، عن أنس: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم دخل مكة في عمرة القضية و ابن رواحة يمشي بين يديه و هو يقول:
[ ()] و عمرة القصاص، و هذا الاسم أولى بها لقوله تعالى: الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ. (الروض الأنف 2/ 87.
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناه من ابن سعد.
[2] في ابن هشام 2/ 371: «كما قتلناكم على تنزيله» و المعنى أي: نحن نقاتلكم على تأويله، كما قتلناكم على إنكار تنزيله.