responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 237

كأنما أمشي في حمام [1] حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره [2] بالنار فوضعت سهمي في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «لا تذعرهم عليّ» فرجعت و أنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته أخبرته خبر القوم و فرعت و قررت [3]، فألبسني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، قال صلّى اللَّه عليه و سلّم: «قم يا نومان»

[4].

و

قد رواه ابن إسحاق عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: قال فتى من أهل الكوفة [5] لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد اللَّه، رأيتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و صحبتموه، قال: نعم يا ابن أخي، قال: كيف كنتم تصنعون؟ قال: و اللَّه لقد كنا نجهد، فقال الفتى:

و اللَّه لو أدركناه ما تركناه يمشي على وجه الأرض و لحملناه على أعناقنا، فقال حذيفة:

يا ابن أخي، و اللَّه لقد رأيتنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بالخندق يصلي هويّا [6] من الليل، ثم التفت إلينا، فقال: «من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم [ثم يرجع‌]» [7] و شرط له انه إذا رجع أدخله اللَّه الجنة، فما قام رجل، ثم صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم هويا من الليل، ثم التفت إلينا فقال مثل ذلك، ثم قال: «أسأل اللَّه أن يكون رفيقي في الجنة»./ فما قام أحد من شدة الخوف و الجوع و البرد، فلما لم يقم أحد دعاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فلم يكن لي بد من القيام، فقال: يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون.

فذهبت فدخلت في القوم و الريح [و جنود اللَّه‌] تفعل بهم ما تفعل فلا تترك قدرا و لا نارا، و لا بناء. فقام أبو سفيان، فقال: يا معشر قريش، لينظر امرؤ جليسه، فأخذت بيد الرجل الّذي كان إلى‌


[1] أي: أنه لم يجد من البرد الّذي يجده الناس و لا من تلك الريح الشديدة شيئا، بل عافاه اللَّه ببركة إجابته فيما وجه إليه.

[2] يدفئه.

[3] قررت: بردت.

[4] أي: يا كثير النوم.

و الحديث أخرجه مسلم في 32، كتاب الجهاد و السير، 36، باب غزوة الأحزاب، حديث 99، ص 1414، و البيهقي في الدلائل 3/ 449، 450، و عزاه لمسلم.

[5] في الأصل: «من أهل مكة». و التصحيح من أ، و ابن هشام 2/ 231، و الطبري 2/ 580.

[6] الهوي: الهزيع من الليل.

[7] ما بين المعقوفتين: من سيرة ابن هشام.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست