نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 16
فدخل النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم مكة و أقام بها، و كان يقف بالموسم على القبائل فيقول: «يا بني فلان، إني رسول اللَّه إليكم، يأمركم أن تعبدوا اللَّه و لا تشركوا به شيئا» فكان يمشي خلفه أبو لهب فيقول: لا تطيعوه.
و أتى رسول اللَّه كندة في منازلهم فدعاهم إلى اللَّه [عز و جل] فأبوا، و أتى كلبا في منازلهم فلم يقبلوا منه، و أتى بني حنيفة [1] في منازلهم، فردوا عليه أقبح رد، و أتى [بني] [2] عامر بن صعصعة، و كان لا يسمع بقادم من العرب له اسم و شرف إلّا دعاه و عرض عليه ما عنده.
و
قال جابر بن عبد اللَّه: مكث رسول اللَّه [صلّى اللَّه عليه و سلّم] [3] بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ، و مجنّة و في المواسم يقول: «من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي و له الجنة؟» حتى بعثنا اللَّه إليه فأويناه و صدقناه.
[تزويج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم عائشة رضي اللَّه عنها]
[4] و من الحوادث في هذه السنة: تزويج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم عائشة و سودة. و كانت عائشة بنت ست سنين حينئذ.
أخبرنا هبة اللَّه بن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدّثنا محمد بن بشير قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: أخبرنا أبو سلمة و يحيى قالا: لما هلكت خديجة رضي اللَّه عنها جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت: يا رسول اللَّه، أ لا تتزوج؟ قال: «من؟» قالت: إن شئت بكرا، و إن شئت ثيبا.
قال: «من البكر؟» قالت: ابنة أحب خلق اللَّه عز و جل إليك [عائشة] [5] بنت أبي بكر.