أنه لما رجع من الطائف لم يمكنه دخول مكة إلا بجوار، و ذلك أنه لما دنا من مكة علم أن قومه أشد عليه مما كانوا، فأرسل بعض أهل مكة إلى الأخنس بن شريق فقال له: «هل أنت مجيري حتى أبلّغ رسالة ربي؟».
فقال له الأخنس: إن الحليف لا يجير على الصريح.
قال: فأتى النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم فأخبره فقال: تعود؟ قال: نعم. قال: فأت سهيل بن عمرو فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلّغ رسالات ربي؟ فقال له ذلك، فقال: إنّ بني عامر بن لؤيّ لا تجير على بني كعب. فرجع إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم فأخبره. قال:
تعود؟ قال: نعم. قال: ائت المطعم بن عدي فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ قال: نعم فليدخل.
فرجع فأخبره و أصبح المطعم بن عدي قد لبس سلاحه هو و بنوه و بنو أخيه، فدخلوا المسجد، فلما رآه أبو جهل قال: أ مجير أم متابع [5]؟ قال: بل مجير، قال: