و كل معمر لا بد يوما * * * و ذي دنيا يصير إلى زوال
/ و يفنى بعد جدته و يبلى * * * سوى الباقي المقدس ذي الجلال
كأنا لم نعش إلا قليلا * * * إذا كنا من الهام البوالي
و صرنا في مضاجعنا رميما * * * إلى يوم القيامة ذي الوبال
و نادى مسمع الموتى فجئنا * * * من الأجداث كالشنن العجال
و أعطى كل إنسان كتابا * * * مبينا باليمين و بالشمال
ليقرأ ما تقارف ثم يكفا * * * حسابا نفسه قبل السؤال
و قام القسط بالميزان عدلا * * * كما بان الخصيم من الجدال
فلا إنسان بين الناس يرجى * * * [و لا رحم تمت إلى وصال
سوى التقوى و لا موت يرجّى] [1] * * * سوى الرب الرحيم من الموالي
و سيق المجرمون و هم عراة * * * إلى دار المقامع و النكال
إلى نار تحش بصم صخر * * * و ما الأوصال من أهل الضلال
إذا نضجت جلودهم أعيدت * * * كما كانت و عادا في سفال
و نادوا ويلنا ويلا طويلا * * * على ما فاتنا أخرى الليالي
فهم متلاعنون إذا تلاقوا * * * بها لعنا أشد من القتال
و نادوا مالكا و دعوا ثبورا * * * و عجوا من سلاسلها الطوال
إذا استسقوا هناك سقوا حميما * * * على ما في البطون من الأكال
شرابهم مع الزقّوم فيها * * * ضريع يجتلي عقد الخبال
فليسوا ميتين فيستريحوا * * * و كلهم لحر النار صالي
و حل المتقون بدار صدق * * * و عيش ناعم تحت الظلال
ظلال بين أعناب و نخل * * * و بنيان من الفردوس عالي
لهم ما يشتهون و ما تمنوا * * * من اللذات فيها و الجمال
و من إستبرق يكسون فيها * * * عطايا جمة من ذي المعالي
و من خدم بها يسقون منها * * * كدرّ خالص الألوان غالي
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من أ.