نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 111
بني هاشم فلا يقتله، و من لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله، فإنه إنما أخرج مستكرها».
فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أ نقتل آباءنا [و أبناءنا] [1] و إخواننا و عشيرتنا، و نترك العباس، [و اللَّه] [2] لئن لقيته لألحمنّه [3] السيف، فبلغت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فجعل يقول لعمر بن الخطاب يا أبا حفص، أما تسمع قول أبي حذيفة، [يقول] [4] أضرب وجه عم رسول اللَّه بالسيف،
فقال عمر: يا رسول اللَّه، دعني فلأضربن عنقه بالسيف فو اللَّه لقد نافق.
فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ، و لا أزال منها خائفا إلّا أن تكفّرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيدا.
و إنما [5] نهى رسول اللَّه عن قتل أبي البختريّ، لأنه كان أكفّ القوم عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و هو بمكّة، كان لا يؤذيه، و لا يبلغه عنه شيء يكرهه، و كان فيمن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم و بني المطلب.
و
قال ابن عباس: و كان الّذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو، فقال رسول اللَّه: «كيف أسرته»؟ قال: أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك و لا بعده، قال: «لقد أعانك عليه ملك كريم»، و بات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ساهرا أول ليلة، فقال أصحابه: ما لك لا تنام، فقال: «سمعت صوت تضور العباس في وثاقه»، فقاموا إلى العباس، فأطلقوه، فنام رسول اللَّه.
و قد روى ابن إسحاق عن أشياخه [6]، أن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أميّة بن خلف صديقا لي بمكة، فلما كان يوم بدر مررت به و هو واقف مع ابنه عليّ آخذا بيده،
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و أوردناه من الطبري، أ.