responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 314

بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها [1]، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، فبلغ خديجة ما كان من محاورة عمّه له، فأرسلت إليه في ذلك، و قالت: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك.

فقال له أبو طالب: هذا رزق قد ساقه اللَّه إليك، فخرج مع غلامها ميسرة، و جعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من أرض الشام، فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه قط إلا نبيّ، ثم قال لميسرة: أ في عينيه حمرة؟ فقال: نعم، لا تفارقه. قال: هو نبيّ، و هو آخر الأنبياء. ثم باع سلعته، فوقع بينه و بين رجل تلاح فقال له: احلف باللات و العزى.

فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: «ما حلفت بهما قطّ،. و إنّي لأمرّ فأعرض [2] عنهما» فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا و اللَّه نبيّ تجده أحبارنا [3] منعوتا في كتبهم، و كان ميسرة إذا كانت الهاجرة، و اشتدّ الحرّ يرى ملكين يظلّان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم من الشمس، فوعى ذلك كلّه ميسرة، و باعوا تجارتهم و ربحوا ضعف ما كانوا يربحون، و دخل مكة في [4] ساعة الظّهيرة، و خديجة في عليّة لها فرأت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم، و هو على بعيره، و ملكان يظلّان عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك، و دخل عليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم، فخبرها بما ربحوا في تجارتهم و وجههم، فسرّت بذلك، فلما دخل عليها ميسرة أخبرته بما رأت فقال: قد رأيت [5] هذا منذ خرجنا من الشام، و أخبرها بما قال الراهب نسطور، و بما قال الآخر الّذي خالفه في البيع.

و كانت خديجة امرأة حازمة جادة شريفة، مع ما أراد اللَّه بها من الكرامة و الخير، و هي يومئذ أوسط قريش نسبا، و أعظمهم شرفا و أكثرهم مالا، و كلّ قومها [6] كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك، قد طلبوا [ذلك‌] [7]


[1] في الأصل: «يتجرون».

[2] في ت: «لأمر بهما فأعرض».

[3] في الأصل: «تجده في أخبارنا».

[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

[6] في ت: «و كل قريش».

[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. و كذلك ليس في ابن سعد.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست