ولد ليلة السبت الخامس عشر من شعبان سنة سبع و ستين و أربعمائة [3]، و قرأ على أبي زكريا كثيرا من اللغة، و سمع الحديث من أبي القاسم ابن البسري، و أبي طاهر بن أبي الصقر، و أبي محمد التميمي، و أبي الخير العاصمي، و أبي الغنائم بن أبي عثمان، و أبي عبد اللَّه مالك بن أحمد البانياسي و أبي الخطاب ابن النظر، و من/ دونهم، و أكثر 46/ ب من الشيوخ المتأخرين، و كان حافظا ضابطا متقنا ثقة لا مغمز فيه، و هو الّذي تولى تسميعي الحديث، فسمعت مسند الامام أحمد بن حنبل بقراءته و غيره من الكتب الكبار و الأجزاء العوالي على الأشياخ، و كان يثبت لي ما اسمع، و ذكره أبو سعد السمعاني في كتابه، فقال: كان يحب أن يقع في الناس.
قال المصنف: و هذا قبيح من أبي سعد، فان صاحب الحديث ما زال يجرح و يعدل، فإذا قال قائل: ان هذا وقوع في الناس دل على أنه ليس بمحدث، و لا يعرف الجرح من الغيبة، و كتاب السمعاني ما سواه إلّا ابن ناصر و لا دله على أحوال المشايخ أحد مثل ابن ناصر، و قد احتج بكلامه في أكثر التراجم، فكيف عول عليه في الجرح و التعديل ثم طعن فيه، و لكن هذا منسوب إلى تعصب ابن السمعاني على أصحاب أحمد، و من طالع في كتبه رأى تعصبه البارد، و سوء قصده لا جرم لم يمتع بما سمع،