نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 60
الجميل، فقال: يا بني، قد استوزرت ابن المسلمة، و ابن دارست، و غيرهما، فما رأيت مثل ابن جهير. و كان عميد الدولة قد خدم ثلاثة خلفاء، و وزر لاثنين منهم، تقلد وزارة المقتدي في صفر سنة اثنتين و سبعين فبقي فيها خمس سنين، ثم عزل بالوزير أبي 25/ ب شجاع، ثم عاد بعد عزل أبي شجاع/ في سنة أربع و ثمانين، فلم يزل إلى أن مات المقتدي، ثم دبّر المستظهر التدبير الحسن ثماني سنين و أحد عشر شهرا و أربعة أيام، و كان عيبه عند الناس الكبر، و كانت كلمه معدودة، فإذا كلّم شخصا قام ذلك مقام بلوغ الأمل [1]، حتى إنه قال يوما لولد أبي نصر بن الصباغ: اشتغل و ادأب، و إلا كنت صباغا بغير أب: فلما نهض المقول له ذلك من مجلسه هنأه الناس بهذه العناية، ثم آل أمره إلى أن قبض عليه و حبس في باطن دار الخلافة، فأخرج من محبسه ميتا [2] في شوال، فحمل إلى داره فغسل بها، و دفن في التربة التي استجدها في قراح ابن رزين، و كان فيها قبور جماعة من ولده، و منع أصحاب الديوان دفنه، و أخذوا الفتاوى بجواز بيع تربته لأنه لم يثبت البينة بأنه وقفها و لم يتم لهم ذلك.
3705- محمد بن صدقة بن مزيد، أبو المكارم، الملقب بعز الدولة، و أبوه سيف [3] الدولة:
كان ذكيا شجاعا، فتوفي و جلس الوزير عميد الدولة في داره للعزاء به ثلاثة أيام، للصهر الّذي كان بينهما، و خرج إليه في اليوم الثالث توقيع يتضمن التعزية له و الأمر بالعود إلى الديوان، فعزاه قائما، و خرج قاضي القضاة أبو الحسن الدامغانيّ إلى حلة سيف الدولة برسالة من دار الخلافة تتضمن التعزية لأبيه، و اتفق في مرضه أنه أتى أبوه [4] بديوان أبي نصر بن نباتة، فبصر في توقيع قصيدة، قال يعزي سيف الدولة [5] أبا الحسن علي بن حمدان و يرثي ابنه أبا المكارم محمدا، فأخذ من حضره المجلدة من
[1] في الأصل: «فإذا كلم شخصا كان ذلك عنده مقام بلوغ الأمل».