نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 312
و كان الخليفة قد سلم الدار و مفاتيحها إلى خاتون، و وصل صافي الخادم فقال إن الخليفة لم يفعل صوابا بذهابه، و إن السلطان له على نية صالحة، و سكن الناس و لم ينقطع ضرب الطبل، و إيقاد المنار [1]، و كان أصحاب خاتون يقصدون باب النوبي للخدمة، و لما دخل السلطان بغداد أظهر العدل و شحن المحال و منع النزل و النهب، و استمال قلوب الناس، و جمع القضاة و الشهود [2] عند السلطان مسعود و قدحوا في الراشد و تولى ذلك الزينبي، و قيل: لم يقدحوا فيه إنما أخرج السلطان خطه، و كان قد كتب مع بكبه [3]: إنني متى جندت أو خرجت فقد خلعت نفسي من الأمر، فشهد الشهود أن هذا خط الخليفة، و الأول أظهر.
و احكم الوزير علي بن طراد النوبة، و أحضر الفقهاء و القضاة و خوفهم و هددهم إن لم يخلعوه، و كتب محضر فيه أن أبا جعفر بن المسترشد بدا من أفعاله و قبح سيرته و سفكه الدماء المعصومة و فعل ما لا يجوز معه أن يكون إماما، و شهد بذلك ابن الكرجي، و الهيتي، و ابن البيضاوي، و نقيب الطالبيين، و ابن الرزاز، و ابن شافع، و روح ابن الحديثي، و قالوا: ان ابن البيضاوي شهد مكرها، و حكم ابن الكرجي قاضي البلد بخلعه يوم الاثنين سادس عشر الشهر بحكم الحاكم و ولي المقتفي.