نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 239
عز و جل أمره بالسجود لآدم فأبى. فقال: و اللَّه لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة. فعلمت أنه لا يرجع إلى دين و معتقد. قال: و كان يزعم أنه يرى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم عيانا في يقظته لا في نومه، و كان يذكر على المنبر أنه كلما أشكل عليه أمر رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم فسأله على ذلك المشكل فدلّه على الصواب.
قال: و سمعته يوما يحكي عن بعض المشايخ، فلما نزل سألته عنها فقال: أنا وضعتها في الوقت.
قال: و له من هذه الجهالات و الحماقات ما لا يحصى.
قال مؤلف الكتاب:] [1] و كان أحمد الغزالي يتعصب لإبليس و يعذره، حتى قال يوما: لم يدر ذاك المسكين أن أظافر القضاء إذا حكت أدمت و قسي القدر إذا رمت أصمت ثم انشد.
و كنا و ليلى في صعود من الهوى ^^^ فلما توافينا ثبت و زلت
و قال: التقى موسى و إبليس عند عقبة الطور، فقال: يا إبليس لم لم تسجد لآدم؟ فقال كلاما كنت لأسجد لبشر يا موسى ادعيت التوحيد و أنا موحد، ثم التفت إلى غيره و أنت قلت أرني فنظرت إلى الجبل فانا أصدق منك في التوحيد، قال: أسجد للغير ما سجدت من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق، يا موسى كلما ازداد محبة لغيري ازددت له عشقا.
قال المصنف [2]: لقد عجبت من هذا الهذيان الّذي قد صار عن جاهل بالحال، فإنه لو كان إبليس [غار [3]] للَّه محبة ما حرض الناس على المعاصي، و لقد أدهشني نفاق هذا الهذيان في بغداد و هي دار العلم، و لقد حضر مجلسه يوسف الهمذاني، فقال: مدد كلام هذا شيطاني لا رباني ذهب دينه و الدنيا لا تبقى له.
و شاع عن أحمد الغزالي [4] أنه كان يقول بالشاهد، و ينظر إلى/ المردان 103/ أ
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص، ط، و الأصل. و أوردناها من ت.