نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 17 صفحه : 191
دخل بغداد سنة تسع و خمسمائة، فحدث عن أبي القاسم القشيري و جماعة من نظرائه و وعظ، و كان مليح الإيراد، حلو المنطق، و رأيت من مجالسه أشياء قد علقت عنه فيها كلمات، و لكن أكثرها ليس بشيء، فيها أحاديث موضوعة، و هذيانات فارغة يطول ذكرها. فكان مما قال: إنه
روى في الحديث المعروف أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم تزوج امرأة فرأى بكشحها بياضا فقال: «الحقي بأهلك»
فزاد فيه: «فهبط جبريل، و قال: العلي الأعلى يقرئك/ السلام و يقول لك بنقطة واحدة من العيب ترد عقد النكاح و نحن بعيوب 78/ ب كثيرة لا نفسخ عقد الإيمان مع أمتك لك نسوة تمسكهن لأجلك أمسك هذه لأجلي.
قال المصنف: و هذا كذب فاحش على اللَّه تعالى و على جبريل، فإنه لم يوح إليه شيء من هذا، و لا عوتب في فراقها، فالعجب من نفاق مثل هذا الكاذب في بغداد و لكن على السفساف و الجهال.
و كذلك مجالس أبي الفتوح الغزالي، و مجالس ابن العبادي فيها العجائب و المنقولات المتخرصة و المعاني التي لا توافق الشريعة، و هذه المحنة تعم أكثر القصاص، بل كلهم لبعدهم عن معرفة الصحيح، ثم لاختيارهم ما ينفق على العوام كيف ما اتفق.
احتضر الخزيمي بالري فأدركه حين نزعه قلق شديد، قيل له: ما [هذا الانزعاج العظيم؟] [1] فقال: الورود على اللَّه شديد [2]، فلما توفي دفن بالري عند قبر إبراهيم الخواص.