responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 17  صفحه : 108

مائة دينار فصرفت في مصالح المكان، و خرج يوما فرأى الفقهاء حول داره و هم نحو من أربعمائة، فأمر بكسوتهم جميعا، و حملت إليه قسي بندق فلما رآها قال: قد ذكرت بها شيخا من الأتراك قد تعطل فأتوه به فأعطاه ثلاثين دينارا، و كان أصحابه لا يظلمون أحدا و لا يتعرضون بأذى، و لقد جاء بعض الصبيان الأتراك إلى بعض البيادر فقال: بيعوني تبنا، فقالوا: التبن عندنا مبذول للصادر و الوارد فخذ منه ما أحببت، فأبى، و قال: ما كنت لأبيع رأسي بمخلاة تبن فان أخذتم ثمن ذلك و إلّا انصرفت، فباعوه بما طلب، ثم كثر الفساد فعاثوا و صعب ضبطهم.

و كان صدقة بن مزيد قد باين هذا السلطان، و كان السبب أن سرخاب الديلميّ عصى على السلطان فاستجار بصدقة، فطلبه فامتنع من تسليمه، فسار السلطان إليه و آل الأمر إلى الحرب، و صار مع صدقة أكثر من عشرين ألفا فالتقوا و كانت الوقعة في رجب، فصف صدقة عسكره فجعل في ميمنته ابنه دبيس، و سعيد بن حميد و معهما خفاجة و جماعة من الأكراد، و في مقابلتهم من العسكر السلطاني البرسقي و السعدية. و كان في ميسرته ابنه بدران و معه عبادة بأسرها، و في مقابلتهم من العسكر السلطاني الأمير أحمد بك و جماعة من الأمراء، و كان سيف الدولة في قلب عسكره و معه سرخاب الديلميّ، و أبو المكارم حماد بن أبي الجبر، فأما خفاجة و عبادة فلزمت مواضعها و حمل قلب عسكر سيف الدولة و حمل معهم فحصلت خيولهم في الطين و الماء، و كانت الأتراك تخرج من أيديهم في رمية واحدة عشرة آلاف نشابة، و تقاعد عن صدقة جماعة من العرب فصاح صدقة: يال خزيمة، يال ناشرة، يال عوف، و جعل يقول: أنا تاج الملوك، أنا ملك العرب، فأصابه سهم في ظهره و أدركه غلام اسمه بزغش [1] من السعدية أحد أتباع الأتراك الواسطيين، و هو لا يعرفه، فجذبه عن فرسه فسقطا إلى الأرض جميعا، فقال له صدقة- و هو بارك بين يديه يلهث لهثا شديدا: ارفق. فضربه فرمى قحفه ثم حز رأسه و حمله، و انهزم أصحابه و أسر منهم حماد بن أبي الجبر، و دبيس بن صدقة، و سرخاب الديلميّ الّذي نشأت الفتنة بسببه، و أخذ دبيس فحلف على خلوص النية،


[1] في ص: «أدركه غلام اسمه برغش».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 17  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست