نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 61
ابن ذخيرة الدين، وجدته، و عمته و سنه يومئذ أربع سنين، مع أبي الغنائم/ ابن 32/ ب المحلبان، و استقبله الناس و جلس في زبزب كبير، و على رأسه أبو الغنائم إلى باب الغربة، قدم له فرس فركبه [1] فحمله أبو الغنائم على كتفه فأركبه الفرس، و دخل به إلى الخليفة فشكره على خدمته له ثم خرج، و كان أبو الغنائم ابن المحلبان قد دخل إلى دار بباب المراتب في أيام البساسيري. فوجد فيها زوجة أبي القاسم ابن المسلمة و أولاده، و كان البساسيري شديد الطلب لهم، فقالوا له: قد تحيرنا و ما ندري ما نعمل، و لما استشرنا صاحبنا أين نأخذ- يعنون ابن المسلمة- قال: ما لكم غير ابن المحلبان فخلطهم بحرمة، ثم أخرجهم إلى ميافارقين، و جاءه محمد الوكيل فقال له: قد علمت أن ابن الذخيرة و بنت الخليفة و والدتها يبيتون في المساجد. و ينتقلون من مسجد إلى مسجد مع المكدين، و لا يشبعون من الخبز، و لا يدفأون من البرد، و قد علموا ما قد فعلته مع بنت ابن المسلمة، فسألوني خطابك في مضائهم [2] و قد ذكروا أنهم أطلعوا أبا منصور بن يوسف على حالهم، فأرشدهم إليك، و كان البساسيري قد أذكى العيون عليهم، و شدد في البحث عنهم، فلم يعرف لهم خبرا. فقال ابن المحلبان لمحمد الوكيل: واعدهم المسجد الفلاني حتى أنفذ زوجتي إليهم تمشي بين أيديهم إلى أن يدخلوا دارها.
ففعل و حمل إليهم الكسوة الحسنة، و أقام بهم و خاطر بذلك، فلما علموا بمجيء السلطان انزعجوا و قالوا: إن خوفنا من هذا كخوفنا من البساسيري لأجل أن خاتون ضرة لجدة هذا/ الصبي، تكره سلامته، فأخرجهم إلى قريب من سنجار، ثم حملهم إلى 33/ أ حران، فلما سكنت الثائرة مضى و أقدمهم إلى بغداد.
و في جمادى الآخرة: وقع في الخيل و البغال موتان، و كان مرضها نفخة العينين و الرأس و ضيق الحلق.
و في رجب: وقف أبو الحسن محمد بن هلال الصابي دار كتب بشارع ابن أبي عوف من غربي مدينة السلام، و نقل إليها نحو ألف كتاب.