responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 146

بك، فحمل قاورت على ميمنة ملك شاه فكسرها، و حمل هؤلاء على ميمنته فهزموها، فالتجأ قاورت إلى بعض القرى، فجاء رجل سوادي فأخبر ملك شاه، فأخذه و كان قبل ذلك قد داراه، و وعده بالاقطاع الكثير فسطع و أبى و حارب، فجي‌ء به ماشيا فأومأ بتقبيل [1] الأرض، ثم قبّل يد السلطان فقال له ملك شاه: يا عم، كيف أنت من تعبك أما تستحي يا أخي، أما تستحي [2] من هذا الفعل؟ أطرحت وصية أخيك، و أظهرت الشماتة به، و قصدت ولده، و فعلت ما لقاك اللَّه جوابه، فقال: و اللَّه ما أردت قصدك، و إنما عسكرك و اصلوا مكاتبتي.

فأنفذ إلى همذان فاعتقل هناك، فلما وصل السلطان إلى همذان أمر بقتله فخنق ثم إن العسكر تبسطوا و قالوا: ما يمنع السلطان أن يعطينا ما نريد إلا نظام الملك، و بسطوا أيديهم في التصرف، فذكر النظام للسلطان طرفا من هذا، و بيّن له ما في هذا من الوهن، و خرق السياسة، و قال: ما يمكنني أن أعمل شيئا من غير إذنك، فإما أن تدبر أنت، أو تأمرني فيه بما أعتمده فقال له: قد رددت إليك الأمور كبيرها و صغيرها، و قليلها و كثيرها، و ما مني اعتراض عليك، و لا ردّ لما يكون منك، و أنت الوالد. و حلف له، 73/ أ و أقطعه طوس بلده، و تقدم بإفاضة الخلع عليه،/ و أعطاه دواة و عليها ألف مثقال، و منجوقا عليه طلعة فيها ألف مثقال، و مدرجة محلاة ألف مثقال، و مائة ثوب ديباج، و عشرين ألف دينار، و لقّبه: أتابك، و معناه: الأمير الوالد.

و ظهر من النظام من الرجلة و الشهامة و الصبر إلى حين ظفر بالمراد و اللطف بالرعية، حتى إن المرأة الضعيفة تخاطبه و يخاطبها، و لقد رفع بعض حجابه امرأة ضعيفة [فزبره‌] [3] و قال: أنا أستخدمتك لتوصل إليّ مثل هذه، لا لتوصل إليّ رجلا كبيرا، أو حاجبا جليلا. ثم صرفه، و كان إذا اجتاز بضيعة فأفسدها العسكر غرم لصاحبها فيه ما أفسدوا.

و في شعبان: قصد أهل المحال الكرخ، فقاتلوا أهلها، و أحرقوا فيها شيئا كثيرا،


[1] في الأصل: «و لومي بتقبيل الأرض».

[2] «يا أخي أ ما تستحي» سقطت من ص، ت.

[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست