نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 14
صاحبة و لا ولد، و أنك يا محمد رسوله إلى عباده بالبيّنات و الهدى. فقلت ذاك، و نهض و نهضت، فرأيت نفسي قائما في الصفة، فصحت صياح الانزعاج و الارتياع، فانتبه أهلي و جاءوا، و سمع أبي فقال: ما لكم [1]؟ فصحت به فجاءوا، و أوقدنا المصباح و قصصت عليهم قصتي، فوجموا إلا أبي فإنه تبسم، و قال: ارجع إلى فراشك، 7/ ب فالحديث يكون عند الصباح و تأملنا [2]/ الدورق، فإذا الجمد الّذي فيه متشعث بالكسر، و تقدم والدي إلى الجماعة بكتمان ما جرى، و قال: يا بني، هذا منام صحيح، و بشرى محمودة، إلا أن إظهار هذا الأمر فجأة، و الانتقال من شريعة إلى شريعة يحتاج إلى مقدمة و أهبّة، و لكن اعتقد ما وصيت به، فإنني معتقد مثله، و تصرف في صلاتك و دعائك على أحكامه، ثم شاع الحديث، و مضت مدة فرأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم ثانيا على دجلة في مشرعة باب البستان، و قد تقدمت إليه و قبّلت يده فقال: ما فعلت شيئا مما وافقتني عليه و قررته معي؟ قلت: بلى يا رسول اللَّه، أ لم أعتقد ما أمرتني به، و تصرفت في صلاتي و دعائي على موجبة؟ فقال: لا، و أظن أن قد بقيت في نفسك شبهة، تعال.
و حملني إلى باب المسجد الّذي في المشرعة، و عليه رجل خراساني نائم على قفاه و جوفه كالغرارة المحشوة من الاستسقاء، و يداه و قدماه منتفختان، فأمرّ يده على بطنه و قرأ عليه فقام الرجل صحيحا معافى. فقلت: صلى اللَّه عليك يا رسول اللَّه فما أحسن تصديق أمرك و أعجز فعلك [3]. و انتبهت.
فلما كان في سنة ثلاث و أربعمائة رأيت في بعض الليالي كأن رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلم )راكبا على باب خيمة كنت فيها، فانحنى على سرجه حتى أراني وجهه، فقمت إليه [4] و قبّلت ركابه و نزل [5] فطرحت له مخدة و جلس، و قال: يا هذا، كم آمرك بما أريد فيه الخير لك 8/ أ و أنت تتوقف عنه. قلت [6]: يا مولاي، أما أنا متصرف عليه؟ قال: بلى/، و لكن لا